الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجامل الناس على حساب نفسي، فكيف أتخطى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بداخلي شخص عادي، لكن عندما أكون مع الناس أتصرف بشكل غريب، لا أتكلم معهم كثيرًا، فقط أرد السؤال بالإجابة المطلوبة والمختصرة، ولا أعبر عن نفسي، ولا أخبر الناس بما أريد، أبقى بحالة صمت لا إرادية، ولا أخرج من المنزل إلا للضرورة، أشعر بأني أكتم كل شيء بداخلي، وأخاف من الناس وردود أفعالهم، ولا أخبر الناس بما أريد، وعند فوات الفرصة وضياعها أتحسر وأقول: ليتني فعلت كذا وكذا.

مشكلتي بأني أعامل الناس بما يريدون وليس بما أريد أنا، وأشعر بأني أكتم نفسي بهذه التصرفات، وعندما أتصرف بطبيعتي أشعر بارتياح كبير، ولكن هذا الأمر ما زال صعبًا أو مستحيلًا بالنسبة لي، فلماذا؟ أريد أن أكون كما أنا، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك مجددًا عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أختي الفاضلة: اطلعت على سؤالك هذا، وعلى أسئلة سابقة لكِ، وخاصة ذلك الذي أجابك عليه الأستاذ الفاضل: فيصل العشاري، عندما ذكرت في سؤالك أنك تشعرين بالحرج الاجتماعي، وقد ذكر لك -الأستاذ فيصل- أنك ربما تعانين من الرهاب الاجتماعي.

وسؤالك الأخير الذي أجيب عليه الآن ربما يؤكد هذا، بالإضافة إلى النظرة السلبية لنفسك، حيث تقومين بجلد الذات، وعدم تقدير نفسك بالقدر الكافي، فلا تتوقعي من الآخرين أن يقدروكِ إن لم تقدر نفسك، واحرصي على رفع الثقة بنفسك، وتذكري بأنك لست فاشلة، وإنما امرأة ناجحة، وصلت إلى ما وصلت إليه في حياتك الأسرية والاجتماعية.

إذا أثر الرهاب الاجتماعي عليك إلى هذه الدرجة، حيث إنك لا تخرجين من المنزل إلا للضرورة، فربما يشير ذلك إلى ضرورة تلقي العلاج، وهنا طالما طالت معاناتك، أنصحك بمراجعة العيادة النفسية؛ ليقوم الطبيب النفسي بفحص الحالة العقلية أو النفسية، ويضع التشخيص النهائي، ويصف الخطة العلاجية، والتي قد تتضمن علاجًا دوائيًا، أو مجرد العلاج المعرفي السلوكي عن طريق الكلام، أو كليهما معًا.

كل هذا سيساعدك على التخلص من الأمرين: الرهاب الاجتماعي، وضعف الثقة بالنفس؛ لتعودي وتعيشي حياتك وتحققي آمالك وطموحاتك التي تتطلعين إليها.

داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً