السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
منذ صغري وأنا أعاني من الصمت، وعندما دخلت المدرسة كنت لا أتكلم ولا أتحرك من مكاني، ولا ألعب مع البقية، ولا أشارك في الفصل، وإذا سألتني المعلمة سؤالاً إن كنت أعرف أم لا؛ لا أجيب، وكنت أحب أن أفعل كل هذا، لكن لا أستطيع، وفي المنزل أكون طبيعية، إلى أن دخلت الجامعة وأنا على هذه الحالة، وعندما كان على جميع الطلاب إلقاء خطاب أمام الطلاب، وقفت ورأيت الناس، أصبحت أرى ظلاماً، وضحك جميع الطلاب من صمتي ووقوفي بلا حركة، وتشجعت أن أقول، لكن لم أستطع، ثم نزلت! وصفق لي جميع الطلاب عندما أحسوا بحالتي!
وعندما تزوجت سافرت إلى بلد آخر، والتقيت زوجات أصدقاء زوجي، وكن يزرنني، وأنا لا أزورهن، وكنت أخاف أن آتي في وقت غير مناسب، وأشعر بالإحراج، كنت لا أزورهن إلا إذا كانت لديهم مناسبة، وكنت لا أترك أطفالي للعب؛ خوفاً من أن يقولوا بأني أتهرب من مسؤولياتي، وانزعجن من تلك التصرفات، وظللت على هذه الحال إلى سبع سنوات، وانتقلت صديقة لظروف ما، وعندما رأت صديقتنا الأخرى أنها انتقلت، قالت لي بكل برود: إنها تريد أن تنتقل معها، ولا تريد البقاء؛ لأني غير متجاوبة معها، وأخاف أن يكون أطفالي مثلي، وبدأ الجميع يلاحظ بأني منعزلة من الناس، وبانعزالي أعزل أطفالي من الناس.
وأخاف من المجتمع في أي قرار أريد اتخاذه، ولدي الكثير من الأفكار أريد أن أنفذها، لكني أخاف، وتمر الشهور، وأظن أن هذا وراثي؛ لأن إخوتي كذلك أيضاً!
لقد تعبت من كل ذلك، وأشعر أنه يؤثر على أسرتي كثيراً.