الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حزنت لأن صديقتي أخفت عني أمرًا مهمًا يتعلق بي، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم.

صديقتي علمت أن ابني لم يكمل تعليمه الجامعي، وأنا لا أعلم بهذا، ولم تحذرني، وأخفت عني لسنوات، وعندما علمت اشتكيت لها، فقالت إنها كانت تعلم بذلك، وأنا لا أستطيع أن أسامحها على هذا الفعل، فبماذا تنصحونني؟

وشكراً لمجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتفهم مشاعركِ تمامًا، ومن الطبيعي أن تشعري بالغضب والحزن عندما تكتشفين أن شخصًا مقربًا منك قد أخفى عنكِ أمرًا مهمًا كهذا، والخيانة والثقة هما أمران حساسان، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمصلحة أولادكِ.

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع هذا الموقف:
1. حاولي أن تمنحي نفسكِ وقتًا للتفكير في مشاعركِ وكيفية تأثير هذا الموقف عليك، الغضب والحزن ردود فعل طبيعية، ولكن من المهم أن تتأكدي من أنكِ تتخذين قرارات بناءً على تفكير هادئ ومدروس.

2. إذا كنتِ مستعدة، يمكنكِ أن تجري محادثة صريحة مع صديقتكِ، اسأليها عن دوافعها وأسبابها لعدم إخباركِ، ربما كانت تعتقد أنها تحميكِ أو تحمي ابنكِ، الاستماع إلى وجهة نظرها قد يساعدكِ على فهم موقفها بشكل أفضل.

3. التسامح لا يعني بالضرورة النسيان أو التبرير، ولكنه يمكن أن يكون خطوة نحو التحرر من المشاعر السلبية، القرآن يحثنا على التسامح والرحمة، قال الله تعالى: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) (الحجر: 85)، فحاولي أن تجدي في قلبكِ مكانًا للتسامح، ولكن أيضًا تعلمي من هذا الموقف لتحديد حدود جديدة في علاقتكِ.

4. حاولي تقييم العلاقة مع صديقتكِ بناءً على ما حدث، هل كان هذا الفعل حادثًا عرضيًا أم يعكس نمطًا معينًا من السلوك؟ هذا قد يساعدكِ في تحديد كيفية التعامل معها في المستقبل.

5. عليك بالدعاء واللجوء إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠].

في النهاية: القرار لكِ في كيفية التعامل مع هذه الصداقة، المهم هو أن تحافظي على سلامة صدرك، وتأكدي من أنكِ تتخذين القرارات التي ترضي الله عز وجل.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً