الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعرت في نومي بأن أحدًا أمسك بي مما أفزعني، فما تفسيركم؟

السؤال

السلام عليكم.

شعرت أثناء نومي بأن أحدًا ما قد أمسك بكلتا يدي، وسحبني من يدي، فقلت: أعوذ بالله، اللهم صل على محمد، واختفى الشعور فورًا، واستيقظت من نومي أشعر بالقلق من هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smsm حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يرى الإنسان في منامه رُؤى مكروهةً فيها ما يُزعجه، ولكنّها رُؤى وليست حقائق، فلا ينبغي أن تكوني في قلقٍ وهمٍّ بسبب ما رأيته في منامك، والمطلوب من الإنسان إذا رأى شيئًا يكرهه في منامه أن يأخذ بالآداب الشرعية التي دلَّنا عليها النبي (ﷺ)، وبها يزول عن النفس ما قد يكون ركبها من الهم أو القلق.

ومن هذه الآداب أنه إذا استيقظ من نومه بعد الرؤيا فإنه يستعيذ بالله تعالى من شرِّ الشيطان، ومن شرِّ هذه الرؤيا، ويتفل عن يساره، أو ينفث عن يساره ثلاثًا، ويتحوّل عن جنبه، ولو قام، وتوضأ، وصلّى ركعتين؛ فهذا أكمل الأمور وأحسنها.

ومن الآداب ألَّا يُحدِّث أحدًا بما رأى، ولا سيما إذا كان ما رآه نوعًا من تلاعب الشيطان به؛ فقد جاء رجل إلى النبي (ﷺ) يُخبره بأنه رأى في المنام أن رأسه قد قُطعت، وأن رأسه تتدحرج، وهو يتبع رأسه، فهذه الرؤيا في غاية الإزعاج والقلق، ولكن مع ذلك النبي –عليه الصلاة والسلام– نهاه أن يُحدِّث الناس بتلاعب الشيطان به.

فبيَّن إذًا عليه الصلاة والسلام أنه مجرد تلاعب من الشيطان، لا يستدعي القلق ولا الهم، وإذا أعرض الإنسان عنه ولم يُحدّث به فإن ذلك يدعوه إلى نسيانه، وإذا نسيه استراحت النفس من همِّها وقلقها بسببه.

فإذًا نحن نطمئنك، ونظنُّ أنك -إن شاء الله- على خير، وندعوك إلى الالتزام بالآداب الشرعية، والاعتناء بها، والتحصُّن بذكر الله تعالى، وأداء فرائضه، فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين.

وللفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (2122304 - 2372136 - 2744 - 277975 - 2481729).

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً