السؤال
منذ كنت صغيرة وأنا أتابعكم، جزاكم الله خيراً على كل ما صدر منكم من علم ومواعظ للنفس.
أعاني من صراعات داخلية كثيرة، أعي مدى خطورتها علي، وما هي بالضبط، أريد أن أكون مع الله، ولكن فتن الحياة تجذبني، رغم أني أحاول الرجوع يوماً بعد يوم، لدي شخصية لامبالية، حساسة وعاطفية جداً، عرضة للحزن والاكتئاب بسبب الناس، فكلمة يسيرة تهدم كياني بكامله!
أقوي نفسي دائماً بكل ما ينصح به من العبادات، والتفاؤل وغيرها من الحلول، ولكن مفعولها كالمخدر، يزول مباشرة عند التعرض لأول كلمة أو حركة أو فشل أو أي شيء سلبي، نفسي لا تقوى على ذلك، مللت المحاولات حتى يئست، أعلم أن اليأس لا ينفع، وبسبب هذه النصيحة أنا هنا أتعايش مع نفسي، تارة نشطة مرحة، وتارات حزينة كئيبة وعابسة، أحد أهم الأسباب كان منذ أن أخبرتني صديقتي في العديد من المرات التي تراني فيها قادمة إليها، تخبرني ما بك قادمة كالمجنونة الكئيبة؟ من يراك يقول مريضة نفسية، حتى أنا اليوم أعترف أني مريضة نفسياً، رغم أني أقاوم وأقاوم، لأبلغ هدفي من الحياة، متابعة دراستي حالياً على وشك التخرج من الماجستير، منذ صغري وأنا في وسط عائلة سلبية، صراعات دائماً، ولا شيء غيرها.
مشكلة أخرى وهي أكبر بكثير، أني عندما أخرج وحدي أكرر أن كل الناس حولي تراني كالمجنونة -كما قالت صديقتي- حتى أعود، أرتبك وأخاف وأسرع عائدة، أحيطكم علماً بأني فتاة كل من يراني من بعيد يعترف بطيبتي، وأني بشوشة الوجه جميلة كتومة لا أتحدث، وأنا فعلاً كذلك.
شكراً على ردكم.