الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في القبول بخاطب تقدم لي، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في عمر 26، عاملة، أريد الزواج، لكني دائماً أقول: "سأنتظر الشخص المناسب"، وكأنه يتقدم لي أشخاص كثر، فقط القليل! المشكلة هي: في هذه الأيام صديقتي أحضرت لي شخصاً يريد الزواج، لكن هذا الشخص لست مرتاحة له، ولم يعجبني، رغم أنه يبدو شخصًا خلوقًا وخجولًا.

الآن أنا أخاف أن أرفضه، وأخاف أن أتزوجه، وأنا لست مرتاحة له، لا أعرف ماذا أفعل؟!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

عمومًا -ابنتنا الفاضلة- نحن لا ننصح بتضييع الفرص، وإذا كانت هذه الصديقة وفية، وجاءت لك بشخص مناسب، فأرجو أن تعطي نفسك فرصة، ومن حقك أن تسألي عنه، ومن حقهم أن يسألوا عنك، فإذا وجدت عنده الدين والأخلاق فلا تضيعي الفرصة، ونحن نؤكد أن هذا الزمان الشاب الذي يأتي من الباب، ويطلب الزواج، هذا يعتبر عملة نادرة.

ولا ننصح أي فتاة برد الخطاب؛ لأن رد الخطاب يلحق بها الضرر الكبير، وفي نفس الوقت نريد أن تعطي نفسك فرصة، فلا تجاملي في هذه المسألة؛ لأن مشوار الحياة طويل، ولكن لست أدري ما الذي يضايقك في هذا الذي تقدم، وخاصة أنه جاء عن طريق الصديقة؟ والزواج عن طريق الصديقة، أو عن طريق القريبة، أو من الجيران هذا يسمى زواجاً تقليدياً، هذا يعتبر من أنجح أنواع الزيجات؛ لأن هذه الصديقة تعرف حال المتقدم وتعرف حالك أنت.

وبالتالي تكون الفرص للوفاق والنجاح في مثل هذه الزيجة كبيرة، عمومًا الإنسان إذا تحير في أمر؛ فإن الشرع يدعونا إلى أن نسارع إلى الاستخارة، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهذا دليل على أهمية الاستخارة، ثم شاوري من حولك، وانظري في الفرص المتاحة أمامك؛ فإن أي فتاة تستطيع أن تنظر في مجتمعها لترى الفرص المتاحة أمامها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

ولكن نكرر خير البر عاجله، ونحن لا نؤيد رفض الشاب لمجرد الرفض، أو لأنك لست مرتاحة لشيء معين؛ لأننا لن نجد الشخص الكامل، ففي الرجال نقصان، وفي النساء نقصان، ونحن بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً