السؤال
أنا من أسرة متدينة والحمد لله، وقد ترعرت في أطهر بقاع الأرض، ثم عدت إلى وطني، وفي هذا الوقت كنت شديدة القرب من الله عز وجل، وقد تذوقت حلاوة الإيمان والحمد لله، ولكني بعد ذلك، بدأت معي بعض الوساوس الشيطانية، والتي تعيق صلاتي.
قد كنت قبلها أعاني من وساوس في الوضوء، ولكن انتقلت إلى صلاتي بشكل مختلف، فقد كانت وساوس عن ذات الله - سبحانه وتعالى عما يصفون - وبدأت تتعلق بأمور عن الله، ولكني كنت أجاهدها بشتى الطرق، وهي معي إلى الآن منذ حوالي أربع سنوات.
تزداد هذه الوساوس يوماً بعد يوم في شدتها، وما يؤرقني أنها تتعلق بربي عز وجل! ولكني لا دخل لي فيها، وفي نفس الوقت أخاف أن أستسلم لها! وهذه الوساوس جعلتني أكلم نفسي بصوت عال؛ لأكذب ما يأتي في عقلي، حتى ظن المحيطون بي أنني مريضة، ولكن هذا لا يهمني.
أصبحت أقوم بحركات لا إرادية، وأهمهم بكلمات، أما عندما أصلي، فيوسوس لي الشيطان، بأن الله عز وجل هو أي شخص أقابله في حياتي، ويوحي لي أن صلاتي موجهة لهذا الشخص - والعياذ بالله - ولكني أقاوم، فقد تدخل في نيتي أيضاً، فذلك يجعلني أتكلم في صلاتي، وأدافع وأجاهد.
أقوم بحركات حتى في صلاتي، وقد أعمد إلى ضرب نفسي؛ لكي أخفف حدة ألمي النفسي، ولأهدأ قليلاً، وإلى أن أنتهي من صلاتي أتنفس الصعداء، وكأني قد خنقت! لأني أصل في صلاتي إلى الذروة من التعب النفسي والعضوي، إلى أن أضرب نفسي كما قلت سابقا!
تراودني أسئلة غريبة، مثل: أين الله؟ والعياذ بالله، ولماذا لا أعتنق المسيحية؟ والعياذ بالله وأجارني الله من ذلك! وكذلك أي شخص أراه، يهيئ لي الشيطان ويوسوس لي أنه الله! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
أدافع عن الله، وعن ديني بكل ما أوتيت من قوة، ولكني أخشى أن أستسلم؛ لأني قد وصلت لأقصى درجة من التعب، وأنا صابرة والحمد لله، وهذه الوساوس جعلتني دائماً حزينة، لا أعرف معنى السعادة، وأخاف أن أرى الأشخاص، أو أي شيء يجعل هذه الوساوس تتحرك في رأسي، وأخاف أن أقرأ أي شيء! فكل ما أراه وكل ما أقرؤه، يحوله الشيطان إلى وساوس تتعلق بذات الله.
ذلك يؤرقني، ويعكر صفو صلاتي وقرائتي للقرآن؛ فكل كلمة أنطق فيها بلفظ الجلالة، تتحول إلى ألم نفسي، ومعاناة وجهاد! أريد أن أشعر بتلك الكلمات، وبحلاوة الإيمان.
أرجوكم ساعدوني، بارك الله فيكم!