السؤال
قريب لي مريض مصاب بـ (Rumination OCD)، وهو مرض نفسي يجعل الشخص غير عقلاني بتكرار الأفكار السلبية، فهو لا يتوقف عن التفكير، وهو أذنب ذنباً صغيراً، وتاب لكنه يعتقد أنه لن يتم محو الخطيئة، وأنه في العذاب الأبدي، فكلما أراد الصلاة خاف وارتعب، وتذكر ذنبه، حتى إنه توقف عن الصلاة، لأنه غير مؤمن، ولو بإيمان قليل تفيده صلاته، وسواءً صلى أو لا، فهو في النار بنسبة 100 تامة، دون شك.
مع ذلك يخاف الله ويتشهد، ولا يفكر في شيء آخر سوى ذنبه الصغير، منذ سنين عدة أشغله ذلك عن متع الحياة وسعادتها، ولم يتزوج ولم يدرس بسبب تفكيره المستمر بالجحيم، لكن في حال نسي ذلك يعيش بطبيعته لدقائق مؤقتة، ومهما أفتى له المفتون ومهما أخبروه برحمة الله لا يقتنع، فإن الفكرة راسخة في عقله، وإن ضحك تذكر ذنبه، وإن ذهب برحلة تذكر ذلك فأصبحت عيشته غير مريحة.
كلما نصحناه بالصلاة وسماع القرآن يخاف ويجزع، ويقول: ما الفائدة وأنا مخلد في النار؟! أريد الصلاة وحب الله لكن لا أستطيع لأنه مهما صليت فأنا مخلد في النار.
هل هنا التكاليف مرفوعة عنه حسبما ترون؟ وهل الابتعاد عن الدين خير لما قاله عز وجل: (لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها) وهو يخبرنا أنه يحب الله ويشهد بألوهيته، وبالرسول محمد نبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه مستثنى من رحمة الإسلام.
باختصار: هل إسلامه صحيح، ومرفوع عنه التكليف لما يعتقده قهرًا، كما تبين؟ وهل يدخل النار بشكل أبدي، رغم أنه يوحد الله خالصاً؟ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات يشهد أن لا إله إلا الله خالصًا من قلبه دخل الجنة)، وكثرة الأحاديث عن الشهادة والتوحيد.
هل له حسنات على ما يعيشه من خوف من الله والابتعاد عن حياته قهرًا؟ ورغم ذكائه، إلا أن فطرته واعتقاده هو أنه معاق.
علمًا بأنه لديه فقه كبير، لكن لا يفيده شيء، ومهما تحدثنا عن دوام الصلوات والأذكار يخبرنا الطبيب أنكم تزيدون من حالته، لأنه ليس موسوسًا بشكل طبيعي، وإنما لديه مرض مزمن نفسي.
وشكرًا.