السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على عمل الخير الذي تقومون به، وأرجو أن يتسع صدركم لسؤالي، وأعتذر لو أطلت.
أنا رجل بعمر 45 سنة، متعلم، والحمد لله، وأعمل وعندي دخل جيد -ولله الحمد- أعيش في بلد غربي، منذ أكثر من ست سنوات.
حصل معي حدث أثر في حياتي كثيراً، وهو فشل مشروعي في الزواج، ولم أهتم بالبداية، لكن بعد وقت قصير بدأت أشعر أني أضعت إنسانةً كنت أنتظرها منذ زمن طويل، وهي تزوجت ولها أسرة.
حاولت أن أنسى الموضوع، لكن بشكل لا إرادي أشعر بحزن وحسرة واكتئاب، وبدأت حياتي تتغير للأسوأ، وبقيت سنة كاملة تقريباً حبيس الغرفة التي أعيش فيها، حتى بعد أن بدأت أخرج وأعمل ما زال الحزن في نفسي.
بكيت وأبكي كثيراً، وفي بعض الأحيان أحس أني أريد أن أؤذي نفسي، فأضرب وجهي بيدي، ودعوت الله سبحانه وتعالى كثيراً، وكنت مداوماً على الصلاة، والنوافل، والواجبات الأخرى، وقراءة القرآن، لكن بعد المشكلة التي حصلت فترت همتي للصلاة، فتركت النوافل، ولم أصلِّ إلا الفرائض، مع كثير من الوساوس، وتركت قراءة القرآن الكريم.
ارتكبت المعاصي، وبدأت الوساوس تنتابني في كل شيء، وأصبحت شخصاً لا أحب التعامل مع أحد، فأنا أعمل لأحافظ على الدخل المادي.
أصبحت أشعر بضيقٍ عندما يأتي وقت الصلاة أو أذهب إلى صلاة الجمعة، أكلم نفسي، وأقول: إن الله سبحانه وتعالى قد غضب عليّ، ولن يقبل دعائي.
أعلم أن هذا يأس من رحمة الله، وقنوط، وأن الله لا يحب القانطين، لكن لا أعرف كيف أتغلب على هذا الشعور!
هناك من قال إن هذا سحر، لكن لم أرد أن أتواصل مع هؤلاء الأشخاص؛ لأنهم يتعاملون بالطلاسم وهذا من السحر، وهناك الكثير من الدجالين الكذابين.
لقد قرأت وسمعت الرقية الشرعية، لكن بدون نتيجة، وأشعر في كثير من الأحيان بالضيق عندما أسمع الأذان أو عند القيام للصلاة.
أنا أكتب لكم، وقد بكيت كثيراً، ولا أعرف كيف الخلاص من هذا الألم النفسي الذي أعيش معه منذ 6 سنوات وشهرين.
حاولت أن أتزوج، وأبدأ حياتي بشكل طبيعي، لكن هذه الفكرة تشعرني بالحزن والكآبة بشكل كبير، ولا أريد أن أظلم إنسانةً معي، وأنا في هذه الحال.
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم خير الجزاء، وأرجو أن يهديني الله، ويجعل في جوابكم الشفاء.