السؤال
السلام عليكم.
أخاف أن أحسد أي شخص، ودائماً أقول: ما شاء الله، وأحياناً أغفل عن قولها، ولكني لا أتمنى أن ألحق ضرراً بأي أحد، ولا أتمنى زوال نعمته، فكيف أتصرف حيال الخوف في نفسي من أن أضر أحداً؟ وهل يكفي الاستغفار؟
السلام عليكم.
أخاف أن أحسد أي شخص، ودائماً أقول: ما شاء الله، وأحياناً أغفل عن قولها، ولكني لا أتمنى أن ألحق ضرراً بأي أحد، ولا أتمنى زوال نعمته، فكيف أتصرف حيال الخوف في نفسي من أن أضر أحداً؟ وهل يكفي الاستغفار؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياك سلامة الصدر والقلب، وأن يُطهّر قلوبنا من كلّ غلٍّ أو حقدٍ أو حسدٍ لأي أحد من عباده المؤمنين، ونشكر لك -أختنا الكريمة- الاعتناء بقلبك، وتنقيته من الآفات والأمراض التي أرشدنا الشرع إلى الاحتراز منها، والتوقّي منها، ومن ذلك داء الحسد، فإن الحسد من المحرّمات التي ورد الشرع بتحريمها، وهو ممَّا يُفسد على الإنسان حياته، ويُكدّر عليه خاطره، ويضرُّه في دينه، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وقد نهى عنه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، كما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح سُنّته.
وأنت بفضل الله سبحانه وتعالى بعيدةٌ عن هذا الحسد؛ لأن الحسد معناه: تمنّي زوال النعمة عن الغير، وما دمت لا تشعرين بهذا، ولا تتمنّين زوال النعم عن الآخرين، فلست مصابةً بالحسد -ولله الحمد-، فاطردي عنك كل الأوهام التي يحاول الشيطان من خلالها أن يُدخل الحزن إلى قلبك، وادفعي أي مشاعر يمكن أن تَرِدَ عليك بالدعاء للآخرين بالخير، وقد أحسنت بقول (ما شاء الله)، كلَّما رأيتِ شيئًا جميلاً يُعجبُك، فعوّدي نفسك الدعاء للآخرين بالخير.
ولا حرج عليك ولا إثم في أنك تتمنّين مثل ما عند الآخرين، فهذه غِبْطة، وهي جائزة شرعًا، وليست حسدًا محرَّمًا، وقد قال الله في كتابه الكريم: {ولا تتمنَّوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيبٌ ممَّا اكتسبوا وللنساء نصيبٌ ممَّا اكتسبن واسألوا الله من فضله}، فإذا تمنَّيت أن يكون لك مثل ما عند الآخرين فهذا ليس حسدًا محرَّمًا، بل هي الغبطة، وهي مباحة إذا كانت في أمور الدنيا المباحة، ومستحبّة في أمور الدّين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.