الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذاكرت ودعوت ولم أحصل إلا على تقدير مقبول!!

السؤال

أنا طالب في كلية الحقوق، وفقني الله بأن دخلت رغبة في كلية الحقوق الأولى في التنسيق، وذاكرت منذ دخولي الكلية، وسهرت أذاكر، واجتهدت حتى في عز ليالي الشتاء وليالي الصيف حتى صلاة الفجر، وكنت أدعو بكل حق وبكل جوارحي بأن يوفقني الله للنجاح.

مر علي يوم عرفة، وشهر رمضان، وما تركت ليلة منهم إلا ودعوت فيها، وقد دمعت عيناي في إحدى المرات أطلب فيها من الله سبحانه وتعالى نجاحي، وأشهد الله أنني لم أذاكر بهذه القوة أبدا لا في الثانوية ولا الإعدادية، وحين ظهرت النتيجة تفاجأت بتقدير مقبول!

قالوا لي: ادع في يوم عرفة فإن الله يستجيب جميع الدعوات، فدعوت، قالوا لي: ادع في شهر رمضان، فدعوت وفاضت عيناي، قالوا لي اجتهد وذاكر، وذاكرت واجتهدت حتى مطلع الفجر، ولم أحصل في المقابل على ما أردت كي أفرح أبي وأمي وعائلتي.

ماذا أفعل الآن؟ أنا في السنة الثانية بالكلية، هل أجتهد مثل السنة الماضية؟ وماذا أفعل؟ فلقد عرفت أن تقديري مقبول بعد الاجتهاد!

قالوا لي: إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وحدث عكس ذلك! وأشهد الله لا إله إلا هو أنني فعلت كل ما بوسعي، واجتهدت لأصل إلى تقدير امتياز أو جيد جداً، ولم أجده!

شكراً لكم على استماعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك، وبخصوصِ ما تفضلت بالسؤال عنه فأقول:

• اعلم -حفظك الله- أنه يجب أن نعطي المشاكل حجمها الطبيعي، فلا يكون هناك تهويل ولا تهوين؛ حتى يتمكن الشخص من اتخاذ القرار المناسب؛ وعليه فأرى أنه لا حاجة لتضخيم الأمر في نفسك أو إعطائه حجماً أكبر من قدره؛ بحيث يدب اليأس في قلبك، وتغلق أمامك أبواب الخير، واعلم أن ما تراه اليوم هماً عظيماً ستراه غداً أمراً يسيراً.

• حرصك على دعاء الله والاعتصام به أمر طيب مبارك، استمر عليه ولا تقطعه؛ فإن من علامة محبة الله للعبد أن يوفقه للاعتصام به، والالتجاء إليه، ولكن -أخي الفاضل- العلاقة مع الله ليست علاقة مقايضة، وكأنك تقول يجب على الله تعالى بما أني أعبده وأدعوه أن يعطيني ويعطيني وألا يحرمني، وإنما أنت تحرص على دعاء الله وعلى الاستغفار من أجل الله وطلب مرضاته، ثم من ثمرات هذه الطاعات جلب الخير لك، فلا يصح أن تربط عباداتك بما يمن الله به عليك من خير أو نفع، وثق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

• أخي العزيز، استمر في اجتهادك ولا تنقطع عنه، ولكن أعد النظر في طريقة مذاكرتك، فقد يكون فيها خلل، فالدراسة الجامعية وطريقة المذاكرة لها تختلف تماماً عن المذاكرة في المرحلة الإعدادية أو الثانوية -والتي تعتمد في معظمها على الحفظ-.

• ثم من المهم جداً معرفة أساليب الدكاترة، ومفاتيح كل دكتور، وطريقة التعامل معه، وأسلوب تفكيره،... وغير ذلك.

• استشر الطلاب الذين قبلك، واستفد من تجربتهم وخبرتهم.

• ضع أهلك ووالديك في الصورة أولاً بأول، واجعلهم دوماً مطلعين على ما تبذله من جهد واجتهاد؛ حتى تعذر إذا وقع تقصير، واحرص على دعائهما لك دوماً.

• لا تظن أنك الوحيد الذي يعيش هذه المشكلة -خاصة في السنة الأولى من الجامعة- فربما هناك الكثير من زملائك يعيشون نفس الأمر ولكن لا تعرفهم.

• عدم تيسر الأمور في بعض الأحيان لا يعني بتاتاً أن الله لا يحب العبد.

•أخي -حفظك الله-، احرص على الصلاة في وقتها، والاهتمام بها وعدم التقصير فيها.

• أسأل الله أن يغفر لك، ويكفيك ما أهمك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة وراحة البال، وأن ييسر لك الخير من حيث لا تحتسب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً