السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذروني على لغتي العربية فأنا تربيت في السويد، مشكلتي كبيرة جداً وقد فات الأوان.
مشكلتي أنني كنت أطمح في دخول الطب عندما كنت صغيرة، ولكن بعد انتقالنا للعيش في السويد كان عمري 13 عاماً تحطم كل شيء، وذهب حلم الطب، فكان تعلم اللغة صعبا جداً والحياة الجديدة، أبي تخلّى عن مسؤوليتنا من أول يوم أتى بنا إلى هنا، وكان دائماً وراء رغبته وشهوته، كان أهلي مشغولين بالمشاكل فلم أجد من ينصحني ويرشدني في الغربة.
المشكلة الأكبر عندما كنت في الثانوية التقيت بطالبة متفوقة في العلمي، وكنت أعتقد أنها ستدخل الطب، ولكن صُدِمت عندما قالت لي إنها ستدخل كلية الحقوق؛ لأن علاماتها كلها ممتازة، فصرت أنا أيضاً أفكر في هذا المجال، الكلية هنا صعبة، ويجب أن يكون الطالب حاصلا على امتياز في جميع المواد لكي يدخلها.
ظلت فكرة القانون في بالي، وفعلت كل ما بوسعي لكي أدخل هذا المجال، ولم أجد من ينصحني بشيء، لا أهل ولا أقارب، فأنا كنت صغيرة ولا أفرق بين الصح والخطأ، وحصلت أيضاً مواقف كثيرة في حياتنا من ظلم فأردت أن أدرس في هذه الكلية لكي أساعد عائلات مظلومة، انتظرت دخولي الجامعة مدة سنتين، فكلما كنت أسجل بالمجال ولا أُقبَل؛ لأن الكلية عليها تنافس كثير، فكنت دائماً أسخط على ربي كثيرا والعياذ بالله واستمررت في سخطي مدة سنتين.
في آخر مرة سجلت فيها بهذا المجال قبلتني الجامعة وفرحت جداً، ومن أول أسبوع في الجامعة كرهت كلية الحقوق، وأردت الخروج منها، ولكن أهلي رفضوا الأمر، وقالوا: انتظرتِ سنتين والآن تريدين ترك الجامعة، قلت لهم الآن تهتمون لأمري! فأنا كنت دائماً أريد نصيحتكم، والآن بعد خمس سنوات علاماتي سيئة، ومكتئبة منذ أن بدأت دراسة هذا المجال.
علمت أنها عقوبة من الله، وأنه كان يمنع عني لخير، حياتي توقفت تماماً، ضحيت بحياتي كلها من أجل أهلي، أبي حرمنا الوطن، والآن يريد أن يرجع لوطنه، ونحن نبقى هنا، وأنا وحيدة بغربتي لا يوجد لي أقارب هنا، ولا أهل مهتمين، وأنا التي أذوق الألم كل يوم بسبب اختياري وتسخطي.
لا أستطيع العمل في مجالي ببلد آخر، وأنا لم أنتفع بهذا العلم، وأشعر بعجز وخوف بأنني درست شيئا محرما، وأن الله يعاقبني كل يوم على تسخطي في السنتين.
أدوية الاكتئاب لم تنفع، وأنا الآن في تسخط أكبر على الله؛ لأنه يعاقبني أنني لم أستخيره، فأنا أستحق اللوم كثيرا، فأنا لم أستخر الله، أعيش حالة رعب من عقاب الله لي، وأنني لن أستطيع أن أعمل ببلد آخر.