السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وفقكم الله وبارك فيكم، وجزاكم الله خيرا كثيرا مباركا فيه.
مشكلتي مع وسواس الحسد، بدأت عندما كنت أدعو الله بكل ما أريد، مثلا أريد التوفيق في الدراسة، أريد الصحة، الزوج، التوفيق في العمل، راحة البال، وهكذا، وعندما كنت أدعو خطر في بالي: ما هذا الطمع؟ إن دعيت بكل هذا فما الذي سينقصك؟ لا يوجد إنسان كامل، فتطور الأمر معي أني سأحسد نفسي أو أحسد أي شيء أنظر إليه، مع العلم أني لا أريد أن أحسد أحدًا، ولا أتمنى أن تزول نعمة أي أحد، أعلم أن الله مقسم الرزق للناس بالتساوي، فممكن أن يرزق شخصا مالا، لكنه وحيد، وشخصا آخر يرزقه بصحبة صالحة لكنه فقير، وهكذا، لذلك جاءني وسواس أنه لا يوجد أي أحد كامل.
في مرة نظرت لشخص -ومع جهاد مني لأمنع ما يدور في بالي- قلت هذا شخص لديه كل شيء، ما الذي ينقصه؟ فانقبض صدري وكرست دعائي كله له، والدعاء بالبركة له، وتطور الأمر بأنني أصبحت أنظر للناس كلهم بهذه الطريقة، وأني سأحسدهم، وعندما أقول ما الذي ينقصه؟ أذكر نفسي بأن كل الناس لديهم ابتلاء، فأصبح لدي وسواس الحسد.
الآن إذا رأيت إنسانا جميلا مثلا، وخلقه حسن ومتفوق في حياته، يأتيني الوسواس، فأقول في نفسي لأقاوم الوسواس: لقد تعب ليصل لذلك، أو إنه مبتلى بشيء لا ترينه.
فكيف أوقف هذا الوسواس؟ أرجوكم لأنني لا أريد أن أؤذي أحدًا، وإن حدث شيء لأي شخص منهم لن يكفيني أن أقتل نفسي، لا أعلم ما تشخيص حالتي، ولماذا أفكر بهذه الطريقة؟
شكرا لكم، وبارك الله فيكم، ورزقني وإياكم بكل خير.