السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أكتب إليكم راجية من الله أن أجد الحلّ بأيديكم.
اشتكت لي صديقتي من ابنتها التي تبلغ من العمر 15 سنة، تصرفاتها عنيفة جدّا معها لدرجة أنها تفلت على وجهها، ابنتها هذه لم تكن من البنات اللواتي كانت لهن حرية شخصية كبيرة منذ طفولتها، ذلك؛ لأنّها تربت في كنف أسرة محافظة جدّا، في بيت يسكن فيه الجد والجدّة، الابن الأكبر وزوجته وابنيه والابن الأصغر وزوجته التي هي صديقتي وبناتها.
الجو في هذا البيت تسوده الصرامة حيث الجميع يهاب الجدّ ونساء البيت لا يصح أن يسمع صوتهن عندما يكون في المنزل لشدّته وصرامة طبعه.
وهي الآن في سن المراهقة، تجد أمها صعوبات شديدة في التعامل معها، لا تحترمها، ولا تشاركها في أعمال البيت، ولا حتى في ترتيب غرفتها، وحين تأمرها أمها بغسل ثيابها المتسخة والمتراكمة، تتركها في إناء الماء إلى أن تأتي أمّها فتضطر هذه الأخيرة إلى غسل الثياب.
المُلاحظ أن ابنة صديقتي هذه متفوقة في دراستها ولديها أسلوب رائع في كتابة الشعر، وعندما سافرت أمّها إلى مدينة أخرى، لأسباب شخصية، كتبت فيها شعرا مؤثرّا عن حبّها واشتياقها إليها، وهذا تناقض كبير بين شِعرها والحقيقة، مع أبيها هي أكثر احتراما بالنسبة لتعاملها مع أمِّها، في محاولة لإيجاد حلٍّ، عرضتها أمّها على طبيبة نفسية، إلاَّ أنّها لم تتوصل معها لحل، وذلك لأنَّها لا تقبل التكلم والحوار معها، وقالت الطبيبة لصديقتي أنَّ ابنتها طبيعية ولا توجد معها مشكلة نفسانية سوى أنها لا تريد الحوار مع أيِّ شخص.
حاليّاً صديقتي لا توّجه لابنتها الكلام، لأنَّها أصبحت لا تحتمل قلَّة احترامها، لكن هذا لم يؤثر فيها، ما هو الحلُّ؟ نناشدكم أن تنصحونا وتوَّجهونا إلى الحلَّ السديد، وجزاكم الله عنَّا خير الجزاء.