السؤال
السلام عليكم
أنا إنسانة مؤدية لكل فروضي -الحمد لله-، وبكل ما أستطيع، وبأي فرصة أحاول التقرب لخالقي، وأتفكر وأتعمق في ديني، -وبحمد الله- مررت في رمضان بتجربة روحانية جميلة جعلتني أشعر بقربي من ربي، وشعرت بسكينة واطمئنان الإيمان الذي أدعو لكل المسلمين أن يتذقوا حلاوته.
لكن لطالما علمت أن الابتلاء هو في الذين يحبهم الله، وأن المتقين هم أكثر الناس ابتلاء بعد النبيين والصالحين، لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط"، وحديث: أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد صلابة، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة".
التقرب لله -عز وجل- لطالما كان أقصى أمنياتي، ولطالما كان دعائي أن أصل إليه ولكنني أصبحت أخاف أن تقربي منه -سبحانه- سيجعلني من أهل الابتلاء، أخاف أن حبه لي يجعله يبتليني.
أقرأ آية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، وخصوصا كلمة "الأنفس"، وأفكر بابني الوحيد وزوجي وكل من أحب، ويوسوس لي الشيطان أن تقربي من الله هو الذي سيجعلني من المبتلين، وكلما اتقيت الله أكثر زاد ابتلاؤه لي، وأن الابتعاد عنه ولو قليلا يقل ابتلائي.
أرجو من حضرتكم إجابة تغلب شيطاني، ويطمئن قلبي الذي يتوق لربه ويريد قربه، ولكن خوفه من الابتلاء يرده.