السؤال
السلام عليكم.
أنا من أسرة محافظة، ونشأت على الدين، ولكن ما إن دخلت الجامعة حتى تغيرت 180 درجة، انقلب حالي من الفتاة البسيطة المجتهدة الحريصة على رضا والديها إلى فتاة مغرورة ترى الناس أقل منها، لا أدري ماذا أصابني! بدأت أشكك بكل شيء حولي، وأفكر في الخلق وتراودني وساوس عن الله وعن كيفية الخلق.
الجامعة كانت مصدرا كبيرا للاختلاط، رافقت فتيات لا يشبهنني، فتيات من مجتمع وأسر تسمح بالعلاقات العاطفية بين البنات والشباب، واللباس الخالع والتبرج، والأفكار الدينية المعادية للإسلام، ولأكون صادقة انبهرت بهذه الشخصيات، فهي كانت براقة من الخارج، رأيت شيئا لم أره في كل حياتي، نسيت ديني ونفسي، وابتعدت عن الصلاة لمدة سنة كاملة، أصبحت نفسي تحدثني أن أنزع الحجاب، ولكن أهلي لم يسمحوا لي أبدا، وبقيت أرسب بالمواد في الجامعة، وأصبحت كتلة من اللامبالاة، لأن من أرافقهم كانوا هكذا، لا يهمهم نجاح أو رسوب أو علامات.
ثم ابتليت بحب شاب معي بالتخصص وهو لا يحبني؛ لأني محجبة قال لي: إنه يفضل الارتباط بفتاة تخرج بكامل أناقتها وزينتها، ولا يفضل الارتباط بمحجبة لأنها بنظره معقدة، أصابني اكتئاب عميق، والوساوس زادت الأمور تعقيدا.
في يوم من الأيام دعوت الله من كل قلبي أن يفتح بصيرتي ويهديني إليه، وفعلا جاءني الرد من الله، أحسست بشعور غريب، كأن قلبي عاد لينبض من جديد، وبدأت أهتم بدروسي مثلما كنت، ولكن الآن أمر بحالة من الندم شديدة جدا وحسرة على ما ضيعت، تأخرت فصلا عن دفعتي بسبب إهمالي، وماديا أرهقت أهلي برسوبي بالمواد، لم يبق إلا فصل واحد، عمري الآن 23 سنة، وأحس إني أضعت سنين من عمري هباء منثورا، وأحس أيضا إني شخصية ضعيفة للغاية، كيف سمحت لهؤلاء أن يؤثروا على كل معتقداتي وكل ما أؤمن به وكل ما تربيت عليه!
شعور الندم يأكلني، لا أعرف أن أعبر عما في داخلي لأحد، لهذا أنا أكتب لكم، لا أحد يعلم بما مررت به، وبسبب إهمالي للدراسة أول 3 سنوات من التخصص، فإن معدلي وتحصيلي الأكاديمي أيضا بقي متدنيا، سأتخرج بتقدير سيء، وسأعيش كل حياتي أتذكر المأساة هذه، ماذا افعل وكيف أتصرف؟