السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 21 سنة، مشكلتي بدأت منذ 3 سنوات تقريبًا، لا أعرف إن كان بإمكاني أن أطلق عليها اسم مشكلة؟ لكن هذا الأمر بدأ يسلبني راحتي، حيث أعاني من نقص في الثقة بالنفس، رغم أن لدي العديد من النِعم، إلا أنني كثيرًا ما أركز على ما ليس عندي.
أعلم أن هذا الأمر لا يحبه خالقي، ولكنني لا أستطيع التحكم بما أشعر به، ومشكلتي التي باتت تشغل بالي ليل نهار هي طولي، أشعر بأنني مختلفة عن بقية البشر، بالرغم من أنني كنت أحب كوني طويلة (في عمر أصغر)، ولكن تعليقات بعض الناس مؤذية جدًا، فبدأت أحسب ألف حساب قبل أن أهم بفعل أي شيء، ففي كل شي أريد أن أفعله أفكر كيف سيكون مظهري وأنا بهذا الطول؟ للعلم أن طولي هو 1.77 سم، ربما هنالك من سيسخر من تفكيري، ولكن صدقوني أنا لا أتكلم عن تجربة واحدة، ففي كل يوم، وفي كل ساعة أفكر بهذا الشيء.
أفكر كيف سيكون مظهري إذا تحدثت مع الناس وبدأوا ينتقدوا طولي، منذ صغري كنت أسمع تعليقات لكن كنت مقتنعة بأنهم على خطأ، ولكن الآن بدأت أشعر بأنه ربما معهم حق في ذلك، أنا لا أبالغ، بل اختصرت كثيرًا مما أعانيه، وأخذ معي وقتًا طويلًا حتى قررت أن أرسل لكم سؤالي، لأنني قلت في نفسي سيتغير تفكيري يومًا ما، لأن في الحياة مصائب أكبر بكثير من مشكلتي، ولكن صدقوني أنا لم أتوجه إليكم بسبب شيء تافه، وأشعر بأن هذا الأمر بدأ يؤثر على حياتي من كل الجوانب، وأشعر أحيانًا بأنني سئمت من الحياة وأتمنى الموت، ربما لأنني علقت سعادتي بأمر كهذا.
أقارن نفسي بكل شخص، وهذا الشيء يتعبني كثيرًا، وكثيرًا ما أفكر هل سأجد زوجًا أطول مني؟ (علمًا بأنني أعرف من هم أطول مني)، ولكن هل أنا مقبولة؟ مع أنني راضية عن شكلي -ولله الحمد-، وأعلم أن الزواج رزق، ولكن نفسي تقول لي دائمًا بأنني سأعاني.
أعلم بأن كل ما أفكر فيه قد يكون نهايته التعاسة، وربما عصيان الخالق، لأنه هو من تفضل علي بهذه النعمة، ولكن أريد أن أجد طريقة أغير بها هذا التفكير، وأعيش بثقة، ولا أقارن نفسي بأي فتاة أخرى، فأنا لا أقارن نفسي بأي شيء سوى الطول، وآخر ما أريد قوله بأن علاقتي مع ربي بدأت تضعف، حتى في صلاتي أفكر ولا أخشع، أريد أن تعود علاقتي بربي قوية وصادقة، أريد منكم وسيلة لنزع هذا الشعور من صدري، وأريد أن أمارس حياتي بطريقة طبيعية، فكيف لي ذلك؟
عذرًا على الإطالة، جزاكم الله خيرا.