الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بقعة سمراء تحت عين الطفل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طفلي عمره 3 سنوات، ويوجد تحت عينيه بقعة سمراء، فما هو السبب؟ وكيف العلاج؟ وأنا كذلك أعاني من نفس المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن وجود البقع السوداء تحت العيون لكل من الابن والأم يدل على وجود عامل عائلي، وقد يكون ذلك وحمة مصطبغة، أو يكون شائعاً عند أصحاب البشرة السمراء، وسنشمل فيما يلي تعليقات متعلقة بكما معاً وليس للابن فقط.

يجب أن نتأكد من عدم وجود الأكزيما البنيوية، والتي تتظاهر باندفاعات حاكة ناكسة، تأخذ توزعاً وصفياً (أي واصفاً للمرض) في الطويات لكل من الأطراف العلوية والسفلية، وتكون في مرحلتها الحادة نازة ومحمرة، وبعد أن تجف أو تخف وتبدأ بالاسوداد، قد يصاحبها جفاف جلد أو يُصاحبها حالات تحسسية أخرى، مثل الربو أو الشرى، أو تتظاهر بشكل وسمي (أي واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين، وعلاجها بشكل عام هو الوقاية، وتجنب العوامل المهيجة للأكزيما، مثل الصوابين والمحسسات الأخرى، التي يمكن أن تكون طيارة (أي تطير، كالرذاذ، ولا نميزها في الجو، أو زغب ريش الطيور، أو غبار الطلع وهكذا) وتُعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم.

أما مستحضرات الكوتيزون فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة، ولا نستعمله لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.

أحياناً يكون هناك توزع عائلي (أي يزيد عند بعض العائلات)، وأحياناً يكون هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض العروق خاصة العرق الأسود أو الأسمر)، وهناك أسباب أخرى كالكلف، وما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية أو تصبغ ما حول العينين بسبب الإرهاق والسهر .

أما الإجراءات العلاجية بشكل عام، فنأخذ بعين الاعتبار بما يلي:

1- الغاية من العلاج هي غاية تجميلية وليست ضرورة طبية.

2- تجنب وعلاج ما يمكن من الأسباب السابقة.

3- يفضّل تجنب التعرض للشمس؛ لأنها تُحرّض على تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كان هناك ضرورة للتعرض، فباستعمال واقيات الضياء، مثل أكسيد الزنك أو الـ (بابا) 15% فما فوق، وعلينا أن ننتبه ألا يكون مسبباً للحساسية لمن يدهنه، ويفضل استعمال واقيات الضياء قبل الخروج صباحاً، وقبل العودة ظهراً، وعدم فرك الموضع وعدم تهييجه.

4- تناول فيتامين ث (C) ومضادات الأكسدة، أو حتى استعمالها موضعياً (ليس للأطفال) .

5- هناك بعض المواد القاصرة (مركبات الإلدوكين 2% أو 4% تُدهن مساءً مع الدلك اللطيف)، تُستعمل لمدة شهرين أو أحياناً أكثر، ويجب أن تطبق فقط على البقع السمراء، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى نقص اللون في الجلد (ويلاحظ أن 2% أقل فاعلية وأكثر احتمالاً، والعكس (4% أكثر فاعلية وأقل احتمالاً) ويفضل ألا يزيد التركيز عن 2% حول العين (ليس للأطفال).

6- ويمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز، والتي تُحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدوراتٍ عديدة: الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع، مثل ريتينوكس الخاص بما حول العين (ليس للأطفال).

7- التقشير الكيميائي بيد الطبيب المختص، وذلك باستعمال (تي سي أي) والذي لا يُستعمل عند أصحاب البشرة السمراء، أو مادة (الفا هيدروكسي أسيد)، ويُترك للطبيب الفاحص المعالج اختيار المادة والتركيز؛ لأنها ليست من الإجراءات البسيطة، خاصةً حول العين (ليس للأطفال).

8- وقد يُفيد استعمال صابون سائل يحوي مادة (الفا هيدروكسي أسيد) بتركيزٍ خفيف أو متوسط لا يزيد عن (9%)، وذلك بغسل الموضع مرة مساء كل يوم لمدة دقائق، يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حسّاس وقابل للتهيج (ليس للأطفال).

9- هناك بعض المساحيق، مثل كريم الأساس الذي يُغطي البقع دون أن يشفيها فلا تبدو للناظر، ومنها مساحيق لا تتميزها العين، أي لا لون لها ولا بريق، تناسب الستر عند الرجال (ليس للأطفال).

10- قد يُفيد الليزر عن طريق إزالة التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات (ليس للأطفال).

11- وهناك الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي)، والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج خبير وقد يكون مكلفاً (ليس للأطفال).

ما يتعلق بالطفل هو قليل، والمهم فيه ألا يكون أكزيمائياً، وإلا اتخذنا الأسباب الوقائية المذكورة أعلاه، وأما لو كان وحمة، فالحل هو الليزر الصباغي، ولكن على التراخي، وأما لو كان عائلياً أو عرقياً فالحل يأخذ اختيارات أقل، والانتظار والتريث أولى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً