الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات الهلع يصاحبها وساوس الموت، فما العلاج المناسب؟

السؤال

جزاكم الله خيرا على موقعكم المميز وجعله الله في ميزان حسناتكم.

سؤالي كالآتي: أنا أعاني من نوبات الهلع ويصاحبها وساوس الموت والأمراض والاكتئاب، تعالجت منها بعمر ال 21 لمدة 6 أشهر، ثم تركت العلاج لوحدي فعادت لي، وتعالجت منها لمدة بضعة أشهر أخرى، ثم عادت لي بعد فترة أشهر قليلة بعام 2013، فتعالجت منها لمدة سنتين بدواء زيلاكس، وتركت العلاج سنة 2015، ولهذا اليوم كنت أعيش بتكييف مع الأعراض مثل الهلع والنوبات البسيطة التي تأتي من فترة لفترة وتزول، وكذلك الاكتئاب البسيط، ولكن منذ شهر حصلت لي دوخة ولم يعرف الأطباء السبب لذلك.

بدأت أخاف، وخوفي زاد الدوخة، وأصبح ضغطي يرتفع جدا وينزل، وهكذا
شخص وضعي على أنه اكتئاب ونوبات هلع، ووصف لي السبراليكس، أتناول جرعة 10 جرام الآن، ولي ما يقارب الشهر، ولكن أحس التحسن بطيئا، ولكن أنا صابرة -إن شاء الله- حتى أشفى منه، ولدي العزم على الشفاء وعدم الحاجه للدواء -إن شاء الله-.

ماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيرا، فأنا أريد حلا لوضعي لمساعدة نفسي، زوجي رجل طيب لكنه هادئ جدا وقليل الكلام.

أرجو المساعدة منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب.

نوبات الهرع بطبيعتها في حوالي 60% من الناس قد ترجع مرة أخرى في شكل انتكاسات أو هفوات، والهفوات هي حالة بسيطة من العلَّة، وفي جميع الأحوال تكون النوبات اللاحقة للنوبة الأولى أخفُّ كثيرًا، خاصة إذا تفهّم الإنسان طبيعة نوبات الفزع والهرع. ونوبات الهرع والفزع كثيرًا ما يُصاحبها القلق التوقعي، والمخاوف المختلفة، وكذلك الوساوس.

أنا أرى أن حالتك إن شاء الله بسيطة، وأنت بعد كل هذه السنوات أعتقد أنه من المفترض - لا أقول لك تتوائمي وتتكيفي مع هذه الأعراض لكن - يجب أن يكون لديك الدفاعات والآليات النفسية القوية التي من خلالها تختفي هذه النوبات -إن شاء الله تعالى-.

أهم شيء أن يطور الإنسان نفسه في كل دروب الحياة: التطوير الاجتماعي، التطوير النفسي، السلوكي، وهذا يتأتى من خلال أن يشغل الإنسان نفسه فيما هو مفيد: أن تكون لك برامج مستقبلية، وأن تضعي الطرق والآليات التي توصلك إلى أهدافك، وأنت الحمد لله تعالى متزوجة، ولديك مسؤوليات زوجية، وربنا سبحانه حباك بالرجل الصالح، فهذا كله يجب أن يُشجِّعك على تجاهل هذه النوبات، تجاهلها تجاهلاً تامًّا، وعدم الاهتمام بها، ولا بد أن تدخلي على حياتك ممارسة التمارين الرياضية، الرياضة مفيدة جدًّا في مثل هذه الحالات.

وتدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء خاصة تمارين التنفُّس المتدرِّج، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذه التمارين يمكن أن يُدرِّبك عليها أحد المختصين في الصحة النفسية، أو يمكن أن تطلعي على استشارة إسلام ويب (2136015) فقد أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وتُوجد مواقع كثيرة على الإنترنت - وكذلك كتيبات وسيديهات في المكتبات - تُبيِّنُ كيفية ممارسة هذه التمارين.

إذًا هذه التمارين يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في حياتك، وسوف تفيدك كثيرًا، وحتى موضوع الدوخة التي أزعجتك هذه المرة أعتقد أنها جزء من نوبة الفزع والهلع، هذا العرض معروف جدًّا.

نصيحة أخرى مهمَّة جدًّا: لا تترددي كثيرًا على الأطباء، لكن يمكن أن تذهبي إلى طبيب الأسرة مثلاً أو طبيب الباطنية مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً، من أجل إجراء الفحوصات العامَّة والروتينية.

بالنسبة للسبرالكس: أنا أؤكد لك أنه دواء رائع، ولا أريدك أبدًا أن تبني توجُّهًا سلبيًا نحو الدواء، نعم الدواء يفيد بصورة مؤقتة - هذه حقيقة - وأهم شيء هو نمط الحياة السلوكي الإيجابي الذي تحدثنا عنه، هذا هو الذي يمنع الانتكاسات والهفوات. لكن الدواء يحتاجه الإنسان في المراحل الحادّة للمرض، فهو يُهيأ الإنسان للعلاج السلوكي. فهذه المرة حاولي أن تستفيدي من السبرالكس في أن تُطبقي كل ما ذكرناه من تمارين رياضية واسترخائية، وتواصل اجتماعي، وحسن إدارة الوقت... هذا هو الذي يُخرجك ممَّا أنتِ فيه إن شاء الله تعالى.

جرعة العشرة مليجراما هي جرعة جيدة، لكن دائمًا نوبات الهرع تتطلب عشرين مليجرامًا، أعتقد أنه بعد أسبوعين من الآن يمكن أن تجعلي الجرعة عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين فقط، ثم بعد ذلك أرجعيها إلى جرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر مثلاً، وبعد ذلك خفضيها إلى خمسة مليجراما يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً