السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة متفوّقة -والحمد لله- أعيش مع أسرتي الصغيرة، أسرتي تهتم بي جداً، وتوفر لي كل شيء لتعليمي وتربيتي، وها أنا ذا أصبحت تلك الفتاة التي تمنوها أن تكون، زرعوا في جميع الصفات المثالية، وعلموني إياها مراراً وتكراراً، والحمد لله.
في أحد الأيام تغيّر تعامل أبي معي، كنت أرى أن أبي يحبني ويهتم بي، ويفضلني عن سائر أحبابه، فلطالما درسني وعلمني الكثير من المبادئ، لكن في ذلك اليوم الذي أعتبره أسوء يوم في حياتي، تغيّر وأصبح لا يصرف علينا، لا غذاء ولا عشاء إلا القليل جداً.
كما صار يفتعل المشاكل ويجعل نفسه المظلوم، ويقلق أمي كثيراً، فتبيت باكية مظلومة جريحة، وأنا وأخواي نخفف عنها، وتعدى أبي حدوده، ما أدى بي وإخوتي لحالة نفسية سيئة جداً، وما تمالكت أمي نفسها تجاه تلك المناظر فسقطت أرضاً، وأصبحت تتنفس بصعوبة، وآثار أخرى، فبكينا أنا وأخواي، وحاولنا إسعافها، فتأفف أبي وقال: دعوها تموت فإن لكل أجله!
تأثرت كثيراً جراء تلك الكلمة، وجاءت جارتنا لإسعافها، وجلست إلى جانبها، فقررت الذهاب إلى أبي والحديث معه، قلت له: يا أبي أرجوك انظر إلى وجهي، ولأجلي تصالح أنت وأمي، ظالما كنت أم مظلوماً، فكيف يمكن لنا أن نعيش بعد هذا؟! لكنه رفض وقال: إنها ستموت وسيدخل السجن، لأني وأخوي نحبها أكثر منه، وسنشهد أنه قاتلها، وقال: إنه لا يحتاجنا، وسيرسلنا إلى منزل جدي أنا وإخوتي وأمي، ويأتي بأخته لترعاه.
صدمني أبي وقال الكثير من الأشياء من هذا النوع، وهذا أبسط مثال، وما عادت لي رغبة في شيء، اعتدت أن أسامح أي شخص لأن أبي علّمني ذلك، لكني لا أستطيع مسامحته، فهل يمكن لي ذلك؟ وكيف وقد دمر كل أحلامي التي رسمتها ورسمته فيها؟