السؤال
أحاول أن أتوب من المواقع الإباحية والعادة السرية منذ سنين، ولكن دون جدوى، أرشدوني كيف أتوب توبة نصوحا؟ وهل أتدرج في ترك العادة السرية أم أنوي عدم فعلها مرة أخرى؟ مع العلم أني مدمنها منذ (7) سنين.
جزاكم الله خيرا.
أحاول أن أتوب من المواقع الإباحية والعادة السرية منذ سنين، ولكن دون جدوى، أرشدوني كيف أتوب توبة نصوحا؟ وهل أتدرج في ترك العادة السرية أم أنوي عدم فعلها مرة أخرى؟ مع العلم أني مدمنها منذ (7) سنين.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جواباً على استشارتك أقول:
- لا بد أن تغيّر أصدقاءك الذين يعينونك على هذه المعصية، وتقطع صلتك بهم، وتصادق الأخيار الذين يأمرونك بالمعروف ويدلونك عليه، ففي الحديث الصحيح: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) والقرين بالمقارن يقتدي.
- كن على يقين أن الشيطان هو الذي أوقعك في هذه المعصية من خلال وساوسه، وتزيينه للوقوع في هذا المنكر العظيم، وهذه نتيجة حتمية حين يصدق الإنسان وساوسه، ويتخذه صديقا ولا يعاديه كما أمر بذلك ربنا الرؤوف الرحيم حين قال سبحانه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} ولو تأملنا في هذه الآيات لتبصرنا حقيقة هذا العدو، ولما استسلمنا لوساوسه، ولما وقعنا في المهالك، ولقدمنا طاعة الرحمن على وساوس الشيطان.
- لا يقع الإنسان في مثل هذه المعصية إلا بسبب ضعف الإيمان، وضعف مراقبة الله تعالى، فإذا قوى الإنسان إيمانه؛ تحصن من الوقوع في المعاصي، فوثق صلتك بالله من خلال الطاعات والعبادات كنوافل الصلاة، والصيام، وقراءة وسماع القرآن الكريم، وعليك أن تتذكر أن الله يراك ويراقبك قال سبحانه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} وأن الله كلف بكل إنسان ملكين يكتبان عنه الحسنات والسيئات {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} فمثل هذا الفعل القبيح يستحيل أن يفعله الإنسان أمام الناس أو ليس الله أحق بالاستحياء منه؟! فلمَ لا نستحيي من الله حق الحياء، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: ( استحيوا من الله حق الحياء)؟
- اعزم على التوبة النصوح، والتي من شروطها الإقلاع عن مشاهدة هذه المواقع، وعن ممارسة العادة السرية، والندم على ما فعلته، والعزم على ألا تعود مرة أخرى.
- تذكر أن الله -عز وجل- قد كتب عليك الموت لا محالة، وما يدريك لعل الموت ينزل بك وأنت تشاهد تلك المشاهد، فيختم لك بتلك الخاتمة السيئة، أتحب أن تبعث يوم القيامة وأنت على تلك الفواحش المنكرة؟ فقد قال نبينا -عليه الصلاة والسلام، كما رواه مسلم-: (يبعث كل عبد على ما مات عليه).
- عليك بالصوم؛ فهو العلاج الذي وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- للحد من الشهوة، فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) واسع في تحصين نفسك بالزواج.
- تعرف على المخاطر العظيمة للعادة السرية في الحال والمستقبل، ففي ذلك رادع لك عن الاستمرار في هذه العادة السيئة المحرمة.
- لا تدخل على شبكة الإنترنت، وإن اضطررت إلى ذلك فليكن بحضور بعض الأصدقاء الصالحين؛ حتى لا يوسوس لك الشيطان ولا نفسك الأمارة بالسوء بالدخول على تلك المواقع.
- ابتعد عن العزلة، وكن اجتماعياً، ولا تنم في غرفة وحدك، وأشغل أوقاتك بالأعمال المفيدة والنافعة، وشارك في الأعمال الاجتماعية والخيرية، ومارس الرياضة، ولا تنم إلا وأنت في غاية من الإرهاق.
- ارتبط في حلقات العلم، وتحفيظ القرآن الكريم؛ فذلك سيبصرك بدينك، ويربطك بالصالحين الذين يأمرونك بالخير ويدلونك عليه.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لترك هذه المنكرات، وأن يأخذ بيدك إلى الطاعات، إنه سميع مجيب.
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خير اللهم اهدنا إلى صالح الأقوال والأعمال