السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا صاحبة الاستشارة رقم (2279192)، ازدادت معي نوبات الهلع، والاكتئاب، ووساوس الموت.

كنت بخير في بداية شهر رمضان، ولكنني منذ اليوم الرابع، انتكست وأصبحت مكتئبة، وأشعر بأنني سأموت، بدأت أصدق الوساوس، وأقول بأنني سأموت قريباً، خوفي من الموت يزداد كل يوم وكل دقيقة وكل ثانية، علماً أنني أقرأ القرآن وأصلي، ولكنني لا أزال خائفة، وأحياناً يدق قلبي بسرعة، وأشعر بأنني غير واعية مع ما يحدث حولي، وقد زاد الطين بلّة، فأنا أشعر بالإرهاق والتعب الجسدي، وقلت بأنه الموت لا محالة.

لقد حلمت بجدي المتوفي قبل سنة في ليلة الأمس، وقلت بان من يرى الأموات في منامه فإنه يلحق بهم ويموت أيضاً، لا أستطيع التفكير بشيء آخر غير الموت، طول الوقت أنا خائفة وأنتظر الموت مكتئبة ومحبطة، أرجو منكم مساعدتي فانا لا أظن أن ما يحدث معي هو اضطرابات سن المراهقة، ما يحدث معي قد تخطى ذلك، حتى أنني أحياناً أشعر بمشاعر غريبة وسلبية، ولا أرتاح إلا حينما أبكي، وبعد أن أبكي أرتاح قليلاً، وسرعان ما تعود إلي الوساوس من جديد، طول الوقت أضع يدي على قلبي حتى أتحسسه هل ما زال نابضاً أم أنه توقف؟ وعندما أنام لا أرتاح، ولا أستطيع النوم بسرعة، ولا أرى في منامي غير الكوابيس والأحلام المزعجة، وأنام لساعات طويلة، وعندما أصحو يكون جسدي متعباً ومرهقاً جداً، أصبحت أشك أنني ممسوسة أو مصابة بالعين.

أرجوكم أعطوني حلاً لقد كرهت حياتي وكرهت نفسي، حتى أنني أحياناً لا أستطيع قراءة القرآن فقدمي تؤلمني، وقلبي ينبض بسرعة، وأشعر وكأنني سأنهض وأصرخ وأهلع مثل المجنونة، أعطوني حلاً فقد مللت من هذه الحالة.

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال إجابتي لاستشارتك السابقة أوضحتُ لك كل الجوانب العلاجية المهمَّة والتي أريدها أن تكون نهجك في حياتك، لأن التغيير ومقاومة الاكتئاب والوساوس في مثل عمرك تتطلب بالفعل تغيير نمط الحياة، تغيير الأفكار، وهذا هو الذي ركَّزتُ عليه، ونصحتك بممارسة تمارين الاسترخاء.

فلا أعتقد أنه لديَّ أيُّ إضافةٍ أخرى، وأعتقد أن الذي ذكرته لك هي وسيلة علاجية ممتازة، بقي أن أقول لك أنك إذا كان ليس لديك القدرة على التطبيقات السلوكية السابقة، هنا اذهبي إلى الطبيب النفسي -إن شاء الله تعالى- سيقوم بإعطائك أحد الأدوية التي سوف تُساعدك على المدى القريب، لكن على المدى البعيد لابد أن يكون هنالك تطبيقًا سلوكيًا وتغييرًا لنمط الحياة.

تحدثي مع أهلك، تحدثي مع والدتك مثلاً، واشرحي لها الموقف وأنك مُتعبة جدًّا ومُجهدةً جدًّا من هذه الأعراض، ولابد من تدخل طبي نفسي، وأعتقد أن الأسرة الكريمة لن تعترض على ذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخير.