السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كل الشكر والامتنان للقائمين على هذا الموقع، أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.
مشكلتي لا أعلم كيف أبدأ بها، ابتدأت منذ صغري، وأنا الآن في بداية العشرينات، ولدي 3 أخوات وأخ واحد وأنا أكبرهم، ومشكلتي -للأسف- مع أمي، فهي قاسية معي جدا، تتصيد علي الأخطاء، تعاملني بجفاء، بعكس تعاملها مع أخوتي، فهي تحبهم وتعطف عليهم، وتتحاور معهم، ولا أعرف السبب، لربما تفعل ذلك لأنني السبب في حرمانها من حياة المراهقة والدراسة، حيث ولدتني وهي في 17 من العمر، وربما تكرهني لأن والدي لم يسمح لها بإكمال دراستها الجامعية، وأنا الآن أكمل دراستي الجامعية وعلى وشك التخرج.
أشعر أنها تغار مني، استخرجت بطاقة جامعية بسبب شروط الجامعة، فطلبت من والدي بأن يستخرجها لها، وأن يعطيها مصروفا للمنزل أيضًا، دخلت الجامعة، أصرت أن تكمل دراستها.
لا أنسى ما سببته لي من جروح وضغوط منذ صغري، عندما كنت طفلة إذا أخطأت خطئا تدعوا علي بالموت، كانت تؤنبني بقوة، وتضربني بكل ما آتاها الله من قوة، لا أنسى ذلك الموقف عندما ذهبنا إلى السوق، فقامت بشراء الآيسكريم لجميع أخوتي، ما عداي، أخي قال لها: إن أختي تريد أيضًا، فتعصبت علي، واشترت لي لكن بعد انكسار نفسي، وفي مرحلة المراهقة كنت أتمنى أن أبيت في المدرسة، أكره الرجوع إلى البيت، كانت دائمًا تبكيني فور دخولي المنزل، وقبل تبديل ملابسي المدرسية.
كانت توهمني بأن كل المشاكل بينها وبين أبي أنا سببها، وأن أبي سيتزوج أخرى عليها وأنا السبب، وأن أبي سيطلقها وأنا السبب، وأنا لم أكن أعمل شيئًا، كنت شخصية مكسورة، لا أحب الاحتكاك بأحد، منغلقة بسبب انكساري منها، حتى إن جاءنا ضيوف كانت تنهرني لأساعدها وبقوة، ولا تجعلني أستمتع مع الفتيات اللاتي في نفس عمري، بحجة أن أبي طلب ذلك.
في مرحلة الثانوية أردت أن أكسر حاجز انكساري، وأردت أن أقوي نفسي، و-الحمد لله- نجحت في دراستي بتفوق، ونسبة جدًا عالية، وقبلت في الجامعة، ولكن سرعان ما بدأت تحطمني، وكل ما تفعله دلالة على أنها تغير مني، ماذا أفعل؟
إلى هذا اليوم أسمع منها كلاما جارحا، تقول بأنني أتفلسف ومغرورة في البيت لأنني جامعية، هي تحب أخوتي جدًا، وأنا أتألم، أغار من أختي المراهقة لأنني أراها تعطيها كل شيء أفتقدته أنا، -وللأسف- أشعر بأنني أكره أختي وأغار جدًا منها بسبب حب أمي لها.
أهل أمي في بلد آخر، دائمًا أسمعها تقول عني أشياءً إفتراء وظلما -والله العظيم-، وهم بدورهم أشعر أنهم لا يطيقونني أبدًا.
لهذا اليوم لم يتقدم لي أي خاطب، لأنها تتكلم من ورائي، وفي يوم من الأيام واجهتها، وكان ردها بكل عصبية: لا نريد أن يخطبك أحد، خلاص، جرحتني وآلمتني، أنا لا أفكر في الزواج، لكن ربما هو باب الفرج لي، الكل -والله- يشهد لي بالأخلاق والثقافة وجمال الشكل والأناقة والروح المرحة -والحمد لله رب العالمين-.
لكن حياتي جحيم أفتقد الحنان، أشعر بأنني وحيدة وغريبة، أبدا لم تقل لي كلمة طيبة، لم تحتضني، أذكر مرة قبلت أختي، قلت لها مازحة: وأنا؟ قالت: أختك هي التي تبادر أما انتِ فلا، بادرت وقبلتها وأردتها أن تقبلني، لكنها لم أجد منها إلا الصد والنفور، جرحت فؤادي.
أكتب شكواي اليوم وأنا قد وصلتُ إلى النهاية، ولا أطيق الصبر أكثر ولا أحتمل،، أدعو الله بأن يأخذني إليه إذا كانت حياتي لديه أفضل.