السؤال
أعاني من خروج رائحة منفرة من الجسم، لا أعلم سببها! علماً بأن المسألة ليست مسألة نظافة شخصية، فهي تظهر أيضاً بعد الاستحمام بفترة قصيرة جداً، أريد حلاً لهذه المشكلة.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.
أعاني من خروج رائحة منفرة من الجسم، لا أعلم سببها! علماً بأن المسألة ليست مسألة نظافة شخصية، فهي تظهر أيضاً بعد الاستحمام بفترة قصيرة جداً، أريد حلاً لهذه المشكلة.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دُرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أقدر معاناتك مع تلك المشكلة، وأتمنى أن تكون المعلومات والنصائح التالية مفيدة لك بشكل كبير.
يوجد نوعان من الغدد العرقية بالجسم:
- نوع: (Eccrine glands)، وتوجد في كل أنحاء الجسم المختلفة تقربيًا، وتفرز العرق نتيجة زيادة درجة حرارة الجسم لتنظيمها.
- والنوع الثاني: (Apocrine glands)، وتوجد في أماكن محددة مثل: الإبطين، وجلد الأماكن التناسلية، والثديين، وتفرز الرائحة المميزة لكل إنسان، ولا توجد لها وظيفة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
وتنتج الرائحة الكريهة نتيجة تحلل العرق -وبالأخص في منطقة الإبطين-، بواسطة البكتيريا الموجودة في الجلد وإنتاج المواد -الأمونيا والأحماض الدهنية-، ذات الرائحة اللاذعة أو النفاذة أو الزنجة، ولذلك فإن العلاج يعتمد في الأساس على إبقاء الجلد وبالأخص تحت الإبطين جافاً، بالإضافة إلى تقليل البكتيريا التي تقوم بتحليل العرق إلى الحد الأدنى من خلال اتباع التعليمات الآتية:
• الاستحمام المتكرر وغسل الإبطين بعد العرق باستخدام المنظفات أو الصابون المضاد للبكتيريا، والتجفيف بشكل جيد.
• تجنب زيادة التعرق بتجنب الجلوس في الأماكن الحارة وتناول المأكولات الحارة.
• لبس الملابس القطنية أو الماصة أو المسهلة لتبخر العرق، وتغيير الملابس والاستحمام بعد ممارسة الرياضة، أو أي نشاط بدني يؤدي إلى التعرق.
• تجنب تناول المأكولات التي تفرز في العرق، ويكون لها رائحة نفاذة من الثوم والكاري.
• يجب إزالة الشعر من المنطقة تحت الإبطين باستمرار؛ لأن وجود الشعر يؤدي إلى زيادة الرطوبة، والاحتفاظ بالعرق، وكذلك زيادة عدد البكتيريا التي تحلل العرق بصورة كبيرة.
• استخدام مضادات التعرق (Antiperspirants)، وليس مزيلات العرق أو الروائح فقط (Deodorants)، ويجب ملاحظة ذلك عند شراء مزيلات العرق، بقراءة هل هي مزيلة للعرق، أم معطرة فقط؟ وذلك بمراجعة الكلمات الإنجليزية المكتوبة بين الأقواس، وتوجد أنواع متداولة في المتاجر تحتوي على مزيل العرق والمعطر في عبوة واحدة مثل النوع المذكور بالاستشارة “Lady stick”، وهو من الأنواع الجيدة.
وتوجد شركات مهتمة بإنتاج مستحضرات العناية بالجلد، لها مستحضرات موضعية تحتوي على مركبات مضادة للعرق بتركيزات علاجية للتقليل من إفرازه مثل (Drichor) أو (Spirial)، وتوجد على عدة هيئات منها الكريم إذا رغبت في ذلك، ويمكن مناقشة الطبيب المعالج أو الصيدلي لمعرفة الأنواع المتاحة في البلد الذي تقطنين فيه.
إنقاص الوزن إلى القيمة المثالية مفيد في حالتكم تحديدًا؛ للتقليل من الرطوبة بالثنايات.
أنصح أيضًا بزيارة طبيب أمراض جلدية وباطنية، لتوقيع الكشف الطبي عليك، وأخذ التاريخ المرضي، وطلب بعض الفحوصات المعملية؛ لأن هناك بعض الأمراض تكون مصحوبة بزيادة في التعرق، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية وغيرها.
أما إذا كانت المشكلة ليس لها علاقة مباشرة بالتعرق والرطوبة بثنايات الجلد، فتوجد حالات نادرة يكون سبب الرائحة الكريهة فيها هو خلل في عملية الأيض لبعض الأحماض الأمينية الموجودة في عدد من الأغذية، أهمها الأسماك البحرية، ويجب للتأكد من التشخيص بعمل بعض الفحوصات، أهمها عمل تحليل للبول المجمع لمدة 24 ساعة، للقياس والتأكد من وجود ناتج الأيض الذي يسبب الرائحة الكريهة، وفي هذه الحالة يكون العلاج بتنظيم تناول الأغذية المختلفة.
وينصح طبيبك وطبيب التغذية بتجنب تناول بعض الأغذية مطلقًا، مثل: الأسماك البحرية -يمكن تناول أسماك المياه العذبة-، وينصحون أيضا بالتقليل من تناول أغذية أخرى، وهكذا، ويمكن إعطاء بعض المضادات الحيوية التي تعمل (تغير) أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء، بالإضافة إلى النصيحة باستخدام صابون منخفض في الرقم الهيدروجيني؛ لأنه يساعد في إزالة هذا الناتج الأيضي من على سطح الجلد.
في بعض الأحوال إذا لم يلاحظ الطبيب رائحة كريهة حقيقية عند المريض، ربما يكون ذلك علامة مبكرة لبعض الأمراض النفسية.
أتمنى لكم السعادة ووفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.