السؤال
السلام عليكم
أريد منكم نصحي -أحبتي في لله- فأنا بصدد خطبة أنثى مصابة بالسكر، تضرب إبر أنسولين.
هل تنصحوني بإتمام الزواج أو غض الطرف عن الموضوع؟ علماً أنه لم يحدث أي شيء إلى الآن.
السلام عليكم
أريد منكم نصحي -أحبتي في لله- فأنا بصدد خطبة أنثى مصابة بالسكر، تضرب إبر أنسولين.
هل تنصحوني بإتمام الزواج أو غض الطرف عن الموضوع؟ علماً أنه لم يحدث أي شيء إلى الآن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الناحية الطبية أقول: إن مرض السكري من النوع "1" أو النوع الشبابي, ليس له تأثير سلبي على بلوغ الفتاة, ولا على جهازها التناسلي, ولا على خصوبتها.
بمعنى آخر: يمكن لمن تعاني من مرض السكري من النوع "1" أن تحمل وتنجب بشكل طبيعي تماماً, مثلها مثل أي امرأة سليمة, في حال كانت تتناول العلاج بانتظام.
من ناحية الخصوبة والحمل والإنجاب, لا مشكلة, إن شاء الله تعالى.
أما من ناحية انتقال المرض إلى الأولاد, فسأتحدث بلغة الأرقام, حتى تكون الأمور أوضح, بإذن الله تعالى:
- في حال كانت الأم مصابة بمرض السكري من النوع، والأب سليم وغير مصاب بهذا المرض, فإن احتمال إصابة الجنين هي بحدود 3%.
- في حال كان الأب هو المصاب بهذا المرض, والأم كانت سليمة، وغير مصابة, فإن نسبة إصابة الجنين ستكون بحدود 6 %, أي أنها ضعف النسبة السابقة.
- أما في حال كان كلا الأبوين مصابين بهذا المرض, فإن النسبة تصل إلى 30%.
من خلال هذه الأرقام, نجد بأن احتمال انتقال الإصابة إلى الجنين في حال كانت الأم هي المصابة, هو احتمال قليل جداً, فالنسبة هي 3% فقط, وهي نصف النسبة فيما لو كان الأب هو المصاب, أي أن الوراثة في مرض السكري, تنتقل إلى الأبناء من جهة الأب أكثر بمقدار الضعف عن انتقالها من جهة الأم.
أحببت أن أوضح هذه الحقيقة بالأرقام, لأن الكثيرين في مجتمعنا يظنون العكس, فهم يخافون من انتقال مرض السكر إلى الجنين إذا كانت الأم هي مصابة, بينما لا يرون أي مشكلة في إصابة الأب, مع أن إصابة الأب تؤدي إلى إصابة الجنين بنسبة مضاعفة.
إن الصحة والمرض من الأمور التي لا يمكن للإنسان التحكم بها, وليست من اختياره, فهي رزق من عند الله عز وجل, كبقية الأرزاق, فمن هو سليم ومعافى اليوم, قد يصاب بالمرض غدا, ومن هو مريض اليوم , قد يتعافى غدا, باذن الله تعالى , والعلم والطب في تقدم مستمر, وحاليا هنالك بعض المراكز الطبية المتقدمة التي تقوم بزراعة خلايا جذعية في البنكرياس, تعالج مرض السكري من النوع(1) بحيث لا يحتاج المصاب بعدها للأنسولين, أي أنه لم يعد مرضاً خطيراً, بل هو مرض قابل للعلاج، والاستجابة ممتازة, وقد يصبح بفضل زراعة الخلايا الجذعية من الأمراض القابلة للشفاء التام في القريب العاجل.
نسأله عز وجل, أن يوفقك لما يحب ويرضى دائماً.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. رغدة عكاشة. استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++
مرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
المرض ليس عيباً، والأمر بيد الله وحده، والنظرة للفتاة ينبغي أن تكون شاملة، ولن يجد الرجل امرأة بلا عيوب، كما أن المرأة لا يمكن أن تجد رجلاً بلا نقائص، ومن هنا جاء التوجيه النبوي، (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، ومن الإنصاف أن ينظر الإنسان إلى كافة الجوانب، وعليك بصلاة الاستخارة التي فيها الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير.
بعد وقوفك على رأي المستشارة الطبية فإن اتخاذ القرار أصبح سهلاً، وأجد في نفسي ميلاً للقبول بها، طالما كانت فيها جوانب مشرقة دفعتك للتفكير في طرق بابها، وأرجو أن تؤجر على ذلك، ونؤكد للجميع أن مرض السكر كما يقال مرض صديق، ما دام المريض منضبطاً بالعلاج، مهتماً بالرياضة راضياً بقضاء الله مبتهجاً سعيداً.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، مع ضرورة حسن الاعتذار إذا كانت تعلم، فإن من حق كل طرف أن ينسحب، لكن لا بد من حفظ مشاعر الطرف الآخر، خاصة في أمور ليس للإنسان فيها يد أو دور، كالإصابة بالأمراض.
إذا كنت ستوطن نفسك على الصبر ومساعدتها وإسعادها فنحن نبشرك بالأجر، ونؤكد لك أنها ستبادلك الوفاء، وتعرف لك الفضل، وهذا ديدن الصالحات.
نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
توكل علي الله اخي الكريم
انا مثلك توكل علي الله واحتسب الاجر والثواب