السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بدأت مشكلتي فجأة عندما التحقت بالصف الأول الثانوي، تحولت في ليلة وضحاها إلى فتى خجول، وتحديداً لم أستطع المشاركة في الفصل بأي شيء سواء كان صغيراً أو كان كبيراً! أصابني ذلك بذهول كبير، فقبل 3 أشهر كنت في الصف الرابع المتوسط شعلة يشير إليها المعلمون والتلاميذ، ولم يحصل معي شيء في الإجازة الصيفية لأظهر هكذا، وفوجئ زملائي الذين انتقلوا معي إلى الثانوية بهذا التحول الغريب.
وكان كل يوم يمر أقول لنفسي: "بالغد سأظهر للجميع مقدرتي في الفصل"، وعند اللحظة الحاسمة أنتكس، ولا أحرك ساكنا، أدفع بنفسي دفعا للتحرك، فلا أقدر! ومرت السنة كاملة، وقلت عندها: "في العام القادم سأريهم".
وكنت أتمنى ألا يأتي معي من عرف بي هذه العلة، ومرت السنة تلو الأخرى بنفس الطريقة، كدت أن أطرق رأسي بالحائط؛ لعل ذلك يخفف عني الألم الذي يصيبني، وتأثرت شخصيتي تباعا، ووسمت بطابع معين!
وبنفس الطريقة التحقت بالجامعة، وقلت نفس الذي قلت، وعملت ولا جدوى! بدأت أتحاشى الأنشطة الجماعية متذرعا بأي سبب، وأخشى أن أكون محط الأنظار، وآخر ما كنت أتوقعه أني ما عدت أقدر على محادثة الجنس الآخر، ولم أعد أستطيع الإمامة بالصلاة، وتخرجت وأنا كذلك، وتوظفت وأنا كذلك، قل طموحي في العمل، وعرضت علي فرص رائدة في العمل، وتخلفت عنها لذات السبب، وتأخر زواجي بسبب خجلي وعدم جرأتي! انعزلت عن الأغلب، ومارست حياتي ضمن نطاق بسيط، وقبلت بالأقل في كل شيء، وأنا من سيئ إلى أسوأ.
وبعد خمسة عشر عاماً من هذا العناء أصبحت ذاكرتي وتركيزي أضعف بكثير، وآخر ما خلصت إليه أنني ربما قد عمل لي سحر، أو أنني أصبت بعين، حتى قرأت ما تكتبون.
وأرجو أن ترشدوني! وجزاكم الله كل خير.