السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولا جزاكم الله جنات الفردوس على ما تقدمونه من توجيه ومشورة لكل تائهة، وأسأل الله التوفيق لي ولكم لحل مشكلة أثرت على عائلة كاملة.
أنا البنت الثانية بين 5 أبناء، ابنتين وثلاثة أولاد، صاحب المشكلة هو أخي الثاني، وهو في المرحلة الثانوية، هو إنسان متمرد ولامبال، وأخاف عليه الانجراف نحو الضياع.
والداي ناجحان ومتفاهمان، وهو فاشل دراسيا رغم المحاولات من تعزيز وترهيب، هو ذكي لكنه غير مهتم وغير مبال بمستقبله.
بدأت تظهر عليه سلوكيات سيئة من تدخين وسهر، وبدأنا نشعر بأننا نفقد السيطرة عليه، مع أن الأهل صارمين، وللبيت قوانينه، وهو يتفنن في مخالفتها.
لا أخفيكم أني بدأت أشك في سلوكه الأخلاقي أنه يتجه نحو الشذوذ -لا قدر الله-، فأنا أضفته على خدمة bbm بدون أن أصرح بهويتي لأكتشف خباياه؛ لأنه إنسان غامض، بدت ألاحظ كلامه الخالي من الأدب مع أصدقائه، ووالدتي لاحظت بقعا حمراء في رقبته، الله أعلم كيف أتت؟ هل من فتاة، وهو احتمال ضعيف، أو من صاحب كدعابة، أو دليل على علاقة محرمة -لا قدر الله-؟ أمي توشك على الجنون ولم تخبر أحدا غيري؛ ولذلك لجأت إليكم بعد الله.
والدي عندما اكتشف موضوع تدخين أخي الأكبر ضربه ونهره ونصحه، وصاحبه إلى مراكز معالجة التدخين واهتدى أخي الأكبر، وأتى هذا ليعيد الكرة مع حرص والدي عليه.
مرة دخل البيت بكل ثقة ورائحته تفوح من الدخان، انصدم والدي وأخي من كل هذه الوقاحة، ينظر لأبي نظرة المتحدي، وأبي لم يتمالك نفسه من نظراته ونبرة صوته المستفزة فضربه ضربا مبرحا، وأخي لم يتحرك ولم تسقط منه دمعة، وشك والدي في وضعه أنه غير طبيعي، خرج أخي من البيت ليدخن بكل برود، بعدها جلس والدي معه جلسة أخ محب وبين له الخطر، وأمله فيه بأن يكون رجلا صالحا، وقدم له كل التعزيزات، ووعد وتعهد أخي ولكنه لم يفِ بأي من وعوده.
لاحظت أنه يعاند بشكل غير طبيعي، ويبين قوته بكل شيء، ويرسل رسائل لأهلي غير مباشرة، أنه لا يمكن كسره.
في فترة الاختبارات والداي يأخذان الجوالات من إخواني لمصلحتهم، وهو أتى بجوال نجهل مصدره وبدأ يستخدمه سرا، وأنا اكتشفت ذلك بعد متابعتي له في bbm، وسألته والدتي عنه، قال: هذا موضوع يخصني، وليس لأحد دخل فيه، وأمي تجنبت إخبار والدي؛ لأنه مر بفترة نفسية سيئة، وهو يعاني من مرض السكر ونخاف عليه.
أهلي حريصين على الصلاة في المسجد، وأخي يتخلف عن الصلاة أو يذهب فقط لكي لا يتلقى التوبيخ، أبي لم يعد يتحمله لأنه لم يقصر معه لا بجهده ولا بماله ولا دعواته، ولا بالتوبيخ ولا الضرب، ولم يجد ما يسعده.
اليوم وبخه؛ لأنه لم ينم وسيذهب للمدرسة وهو سهران، واستفز والدي بحركاته ونظراته فطرده من البيت، أعلم أنه غير جاد، ولكن أشعر بأن أخي يتعمد استفزاز والديّ لكي يطردانه، لأني اكتشفت أنه استأجر مع أصدقائه استراحة يجتمعون فيها.
أمي انهارت بعد سماع طرد والدي له، وجلست معه تنصحه وتبين حبها وخوفها عليه وهي تبكي فبكى معها، ووعدها أنه سيعود ويعدل من سلوكياته، جربت التدخل أنا وأخي لكن دون جدوى، أحاول الآن مصاحبته برغم من أنه شخصية مستفزة.
خلاصة القول: إننا نعاني من أخي من ناحية: التدخين، وهو أول خطوة للضياع، والسلوكيات غير الأخلاقية وغير متأكدة من صحتها، لكن الواضح لي العناد والاستهتار تجاه دروسه، وعصيانه لوالديّ.
أفيدوني فيما استصعب علي جزاكم الله راحة البال في الدنيا والآخرة.