السؤال
لي شقيق يبلغ من العمر 22 عامًا، يعاني منذ ست سنوات من أعراض متعددة ومختلفة في شدتها، هو إنسان طبيعي معظم الوقت إلا أن نوبات كانت تنتابه في فترات متفاوتة، كانت تأتي بصورة متباعدة، كأن تكون مرة كل خمسة أو ستة أشهر، أو متقاربة مرتين في الأسبوع.
الأعراض -يا دكتور- تتراوح بين العنف وتكسير الأشياء، والسب والشتم، ومهاجمة أحد أفراد الأسرة، وسماع أصوات، وشم روائح غير موجودة، والاكتئاب والبكاء أحياناً، والضلالات، وأحياناً تكون أقل حدة كالانعزال فجأة، والنوم القسري، ثم يعود طبيعياً، وهذه الأعراض تكون بصورة فجائية: أي تأتي وهو في حالة طبيعية جداً، وأحياناً تأتي بعد شعوره بالانزعاج أو الغضب، أو سوء معاملته.
بعد أن عرضناه على أول طبيب شخص الحالة على أنها ذهان، وتم إعطاؤه مضادات الذهان، ومضادات للأكتئاب، وبما أن حالته لم تتحسن تماماً في السنة الأولى؛ طلب الطبيب إجراء تخطيط للدماغ، حيث أظهر وجود شذوذ كهربائي في الفص الصدغي، ومنذ ذلك الحين تم إضافة (carbamazepine) لمجموعة الأدوية التي يتناولها، وبجرع متفاوتة (زيادة ونقصان).
المشكلة -يا دكتور- أنه لم يتحسن تماماً؛ فعمدنا إلى مراجعة خمسة أطباء نفسية وعصبية، وأكد بعضهم أن مرضه هو صرع الفص الصدغي حسب التخطيط الدماغي، فيما أكد البعض الآخر أنه إما فصام أو ذهان اضطهادي، مؤكدين أن نتيجة التخطيط الدماغي المذكورة لا يعتمد عليها؛ لأنها قد تظهر حتى للأشخاص الأصحاء، والأولوية في التشخيص تكون للأعراض الذهانية الواضحة، مما وضعنا في حيرة من الأمر، وكما تعلم -يا دكتور- أن أدوية الصرع والذهان تتداخل فيما بينها.
أخي الآن يتناول 500 مغ كاربامازيبين كل 8 ساعات، وريفوتريل 0,5 مغ كل ثمان ساعات، وزولوفت 50 مغ مرتين في اليوم، وأولانزابين 10 مغ مرتين في اليوم، ولا يزال يسمع أصواتاً غير موجودة، وتنتابه نوبات غضب وأفكار، وضلالات غير موجودة، ويقول: إنه يميل إلى تكسير الأشياء، وآخر تخطيط دماغي أجريناه له قبل شهرين أثبت (suggestion of left temporal epilepsy with occasional generalized epilepsy).
رغم أن أخي لا يقع على الأرض، أو يتشنج كمرضى الصرع، هو ملتزم دينياً، وقارئ للقرآن، ويتمنى أن يتعافى من مرضه، ومواظب على تناول علاجه، ولا يتركه إلا حين تنتابه النوبة، حيث يكون غاضبًا وعنيدًا وأفكاره غريبة.
ما هو رأيك في التشخيص دكتور؟ هل يمكن أن يترافق الصرع الصدغي مع الذهان أم كلاهما مرض منفصل ظهرا في نفس التوقيت؟ وهل صحيح أن التخطيط الدماغي لا يعتد به إلا حين يسقط المريض أرضاً؟ هل مضادات الصرع تتداخل مع مضادات الذهان وبالعكس مما لا يجعلها تعمل؟ وما هو مرض أخي؟ وماذا نعمل؟
ولكم جزيل الشكر والتوفيق.