السلام عليكم

مشكلتي أني أجد صعوبة في إيجاد الكلام مع الآخرين، عندما أجلس مع الناس أجد أن الناس تتكلم في أي شيء وأنا أبقى ساكتاً ولا أتكلم، أنا طول اليوم ساكت لا أتكلم مع أحد، أجلس -أحيانًا- مع الأهل وأخرج مع الأصحاب لكني لا أتكلم؛ لأني لا أجد كلاماً أقوله للآخرين، وهذه المشكلة معي منذ أن كنت صغيرا، من صغري إلى الآن وأنا لا أتكلم مع أحد، ولا أجد موضوعاً أتناقش فيه مع أحد.

أرجوكم ساعدوني؛ لأني أريد أن أتزوج، وأخاف أن تفشل حياتي الزوجية من مشكلة عدم الكلام مع الزوجة في المستقبل.

عندي مشكلة ثانية: أني لا أستوعب الكلام الذي يوجه إلي من الآخرين، يعني إذا كلمني أحد كلاماً كثيرًا لا أستوعبه ولا أحفظه، فأنا أرى أن الناس أي شيء يسمعونه يحفظونه بسرعة، وأنا لا أحفظ أي شيء أسمعه.

وعندي مشكلة أخرى: أني أنسى أي شيء يصير لي، كل شيء صار معي اليوم أو أمس أو كان قديمًا، يعني أي شيء شاهدته أو عملته أو سمعته أنساه بسرعة، ولا أتذكره.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ kaka حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن سؤالك وثيق الصلة بموضوع المهارات الاجتماعية، وخاصة في موضوع التواصل والتعامل مع الناس. ونعم إن ضعف هذه المهارات الاجتماعية يجعلنا نرتبك أحيانًا عندما نتعامل مع الآخرين من حولنا، أو لا نجد ما نتحدث به معهم، وقد نبدو وكأننا لم نستوعب ما يقولون، أو لم نفهم كلامهم...

وكلمة مهارات (skills) تعني أنها قدرات وإمكانات قابلة للتعلم والاكتساب، والتدريب والممارسة، ومنها المهارات الاجتماعية (social skills) ومهارات التواصل، وتنمو -عادة- مهارات التواصل والتعامل مع الناس من خلال التجريب والممارسة والتطبيق، وخاصة أنك في هذه السنّ اليافعة، فأنت الآن في هذه المرحلة من السعي لامتلاك هذه المهارات الاجتماعية.

ومما سيعينك كثيرًا في تحقيق هذا، هو امتلاك الثقة بالنفس من أنك مقتدر، فهذه الثقة بالنفس النابعة من تقديرك لذاتك وإمكاناتك، ستجعلك تنطلق وبقوة في مواجهة الناس وفي اكتساب المهارات والخبرات التي تريد.

والمهم في هذه المرحلة ألا تتجنب لقاء الناس، ومحاولة الحديث معهم؛ لأن التجنب والهروب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدًا وشدة، بينما كل فرصة تتاح لك للقاء الناس والحديث معهم هي فرصة ذهبية للعلاج والتعلم والتصحيح. فهيا بادر للاجتماع بالآخرين، وحاول الحديث ابتداءً ولو بكلمات قليلة جدًا، ومن ثم سيزداد حديثك، وتتقن هذه المهارات الاجتماعية.

وفقك الله، ويسّر لك التوفيق والنجاح.