السؤال
السلام عليكم
شكر الله للقائمين على هذا الموقع، وجزاهم عنا خير الجزاء.
أولاً: أنا عمري 25 سنة، كنت أحب الصلاة في المسجد كثيرًا، ودائمًا ما أرتاح فيها، في هذه السنة قبل رمضان بيومين ذهبت لصلاة الجمعة، وقد كنت سهرانًا كالعادة، وكنت أشرب الشاي كثيرًا مع الدخان في أوقات الصباح، وبعد انتهاء الخطيب من الخطبة وقفت لأداء الصلاة فأتتني دوخة مع خفقان بسيط.
علمًا بأني دائما عندما أكون ساجدًا، أو جالسًا لفترة طويلة من الزمن، ثم أنهض تأتيني هذه الحالة، وهي بسيطة وسرعان ما تزول، لكن في ذلك اليوم لا أدري لماذا جزعت، وأتتني نوبة هلع كانت من أطول ركعتين في حياتي كنت أريد أن أهرب وأقطع الصلاة، لكني تماسكت، وحتى أكون دقيقًا أكثر في شرح حالتي قبل ذهابي للصلاة تلقيت خبر عدم قبولي في وظيفة كنت أتمنى أن تكون من نصيبي، وجاءني إحباط بسيط –والحمد لله-.
أصبحت بعد هذه الحالة أخاف من المسجد كثيرًا، وارتحت لصلاة البيت، وكنت أقاوم نفسي وأذهب للمسجد، لكني أذهب متأخرًا حتى أدرك الركعة الأخيرة، وأصلي في آخر صف، وكان أيضًا لا يزال يأتيني توتر شديد.
بعد ذلك تدهورت صلاتي، وضاع الخشوع، ولاحقتني نوبات الهلع في صلاتي في المنزل، وأصبحت كل صلاه أصليها بمثابة إنجاز أحققه حتى أني كنت أضطر أحيانًا لإكمال الصلاة جالسًا من شدة الهلع، ولاحقتني نوبات الهلع في غير الصلاة أيضًا حتى كرهت الخروج من المنزل وأتاني اكتئاب، أصابني توتر وقلق وخفقان مستمر طوال اليوم، وأتاني أرق حيث إني لا أستطيع أن أنام ساعتين بدون استيقاظ، علمًا بأني منذ قرابة الشهرين، وأنا أنام في الصباح، وأتتني وسوسة أمراض، وأصبحت أحس بأعراض لأمراض معينة، ودخلت في دوامة من التفكير، وأصحبت أحس بالخوف طوال تلك الفترة، فعلا كانت أيامًا سوداء.
عملت تحليلاً للدم والضغط، وتخطيطًا للقلب حتى أعرف سر الخفقان، وكل شيء سليم -الحمد لله-.
قطعت الكافيين والدخان حتى لا يزيد القلق، وبحثت في النت كثيرًا عن حلول، وقرأت بعدها في النت عن طريقة panic away وهي مواجهة نوبة الهلع بعدم الخوف، وفعلا نجحت وأصحبت لا أخشى هذه النوبة وكسرتها، ورجعت طبيعيًا قليلا، وذهب الاكتئاب والتفكير والوسوسة -الحمد لله-.
ولكن بقيت ثلاثة أشياء، وهي توتر يأتي ويختفي على مدار اليوم، والأرق والخوف في الصلاة، لم أنجح بطريق الـ panic away في الصلاة، وأتوقع أن ذلك يرجع بسبب إحساسي بأني مقيد على عكس عندما أكون لا أصلي، فأستطيع أن أجلس، أو أقف وقت ما أشاء، وذلك ساعدني للقضاء على نوبات الهلع في غير الصلاة، أحيانا أحس بتحسن وأصلي صلاة جميلة، وأحيانا أنتكس وأحيانًا لا، وهكذا.
ما هو أقصى شيء يمكن أن تصله نوبات الهلع والتوتر؟ لأني أحس في بعض الأحيان أني سأسقط مغشيًا عليّ في الصلاة!
أتمنى من الله أن أرجع للاطمئنان الذي كنت أعيشه بسبب الصلاة، هل هذه علامات عين وحسد؟ أم هي علامات كره الله لطاعتي -والعياذ بالله- أم ماذا؟ وهل هناك أمل لأسترجع صلاتي القديمة؟
وهل بإمكاني التداوي بدون أدوية؟ وإذا لم يكن هنالك مفر، هل من دواء لا يسبب خفقان أو تسارع ضربات القلب.
آسف للإطالة، جزاكم الله الجنة لما تقدموه لنفع الناس.