السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود أن أطرح مشكلتي إليك، وأود أن تساعديني.

أنا فتاة، عمري 17 سنة، أعاني من شعر غزير جدا في كافة الجسم والوجه والذقن، أجريت تحاليل عدة، وأكثر من مرة، ولا يوجد لدي هرمون ذكورة، ولا تكيس مبايض، مجرد عدم انتظام الهرمونات في الجسم، لا أعتقد أن الهرمونات ستنتظم في المستقبل، بل سيبقي الشعر ملازما لي.

فعلا تعبت كثيرا، وأتعبت أهلي معي، تخيل أنني أقوم بحلق شعر وجهي وذقني كل أسبوعين بالموس، فقد قالت لي الدكتورة أن لا أنزع الشعر بالشمع أو الخيط حتى لا تترهل بشرتي.

كما أن الدورة الشهرية أبدا غير منتظمة لدي، ولكن الأمر الأشد الذي أعاني منه كثيرا هو الشعر، فأحيانا لا أذهب إلى مناسبات بسبب الشعر الذي يملأ جسمي، فأقاربي يتعرضون لي بالسخرية وحتى صديقاتي، يقولون لي أنت ذكر ولست أنثى، حتى صرت أحيانا أشك بأنني أنثى!

كذلك فإن بشرتي فيها مسامات واسعة وحفر، حقا أشعر بأنني قبيحة، رغم أن ملامحي جميلة، ولكن الشعر وحب الشباب يفسدان مظهري، فعندما أنظر إلى الفتيات أرى بشرتهن صافية، وليس فيها شعر، على الرغم من أن ملامحي أفضل من ملامحهم بكثير، ولكن أراهم أجمل بسبب صفاء البشرة، وعدم وجود الشعر الكثير في وجههم.

حقا تعبت، وأكره الذهاب إلى بعض المناسبات بسبب مظهري وبشرتي، أريد حلا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن Hirsutism أو الشعرانية هي وجود شعر في جسم المرأة على نمط شعر الرجل في الوجه والظهر والبطن والأفخاذ، وقد يظهر في سن متأخرة بسبب مشاكل السمنة، ويكون معه خلل أو اضطراب في الدورة الشهرية، وقد يظهر مبكرا، وهذا يحدث بشكل طبيعي في بعض الأسر، أو بسبب ورم حميد في الجزء المسئول عن إفراز هرمون الأندروجين الذكوري، وزيادة هذا الهرمون تؤدي إلى نمو الشعر، وهناك بعض الأعراض التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب مباشرة، وهي خشونة الصوت، والصلع، وحب الشباب، وصغر حجم الثدي، وكبر حجم البظر، وزيادة في قوة العضلات.

وقبل سن البلوغ يوجد شعر خفيف مثل الزغب يكون موجودا في مناطق كثيرة في جسم الفتيات، وبعد البلوغ فإن هرمون الذكورة الموجود عند الفتيات بنسب معينة يساعد هذا الزغب على النمو في بعض المناطق الطبيعية في المرأة، مثل: منطقة العانة، والإبط، ويظل الشعر الناعم الخفيف في الجسم، وتتم إزالته بالطرق التقليدية، ولا قلق من ذلك.

والأسباب التي تؤدي إلى ظهور الشعر بهذه الكثافة متعددة، ومنها:
- Polycystic ovary syndrome وهذه متلازمة التكيس على المبايض، ومعها أعراض أخرى منها السمنة (وهي ليس شرطا)، وحب الشباب، وخلل في الدورة الشهرية، وهذا واضح لديك، فهناك خلل في الدورة الشهرية، ولم تذكري لنا هل أنت بدينة أم لا؟ وأتوقع زيادة في الوزن لديك.

- ومنها مرض أو متلازمة Cushing's syndrome، وهذا مرض يزيد فيه إفراز هرمون الكورتيزون، وارتفاع هذا الهرمون يؤدي إلى خلل بين توازن هرمونات الذكورة والأنوثة، فينمو الشعر.

- وهناك مرض Congenital adrenal hyperplasia، وفي هذه الحالة يكون بسبب وجود تضخم في الغدة فوق الكلية، وهو تضخم وراثي ينتج عنه زيادة في هرمون الذكورة.

وأحيانا لا يوجد أسباب ظاهرة لهذه الزيادة.

والمطلوب الآن زيارة طبيب باطنة وغدد صماء للكشف الطبي الظاهري، وعمل تحاليل الهرمونات المطلوبة، وربما يحتاج إلى عمل سونار وأشعة مقطعية على الغدة فوق الكلية، وعلى الغدة النخامية، والتحاليل لمعرفة حالة الهرمونات المسئولة عن التبويض وهرمونات المبيض نفسه، وهي:
FSH - LH PROLACTIN- TSH- FREET4 - FSH- LH - DHEA - ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم ال21 من بداية الدورة، وعمل السونار على المبايض خصوصا في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض، ومتابعة الحالة مع طبيبة متخصصة في هذا المجال.

وبعد عمل التحاليل والأشعات المطلوبة، والوقوف على السبب في تأخر وعدم انتظام الدورة الشهرية؛ هناك برنامج علاجي وغذائي لمدة 6 شهور للتعامل مع مشكلة التكيس والأكياس الوظيفية، ثم متابعة التحاليل والأشعة مرة أخرى، وهذا النظام ليس الغرض منه منع الحمل، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور يوميا قرصا واحدا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ قرص واحد مرتين يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

مع تناول مشروب أعشاب البردقوش والمرمرية، وتناول الفواكه والخضروات وحليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا، وتناول كبسولات Total fertility، وكبسولات اوميجا 3، وأقراص فوليك أسيد 5 مج يوميا قرصا واحدا، مع تناول قرص بعد الغداء والعشاء من حبوب جلوكوفاج 500 مج لعلاج التكيس وتحسين التبويض، سواء كان وزنك زائدا أم كان الوزن قياسيا.

وفي حالة زيادة إفراز هرمون الحليب كجزء من متلازمة التكيس على المبايض، أو حتى منفردا، وهذا يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، وهناك أدوية تساعد في علاج هذا الهرمون، ومنه دواء Dostinex 0.25 mg قرص مرتين أسبوعيا، حتى ينتظم هرمون الحليب، وذلك تحت إشراف الطبيبة المعالجة.

وللجزء الخاص بالحبوب والشعر، يتم تحويل الاستشارة إلى استشاري الجلدية.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.
________________________________________________
انتهت إجابة د. منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد علام -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية-.
________________________________________________

ما تعانين منه هو نوع من الشعرانية، وهي عبارة عن: زيادة في نمو الشعر غير المرغوب فيه في أماكن توزيع ذكرية، مثل: منطقة الشنب والذقن، أو وجود شعر أكثر سمكاً أو كثافة في الأطراف والجسم، وهو أمر شائع عند كثير من النساء، وليس بالضروري وجود زيادة في هرمونات الذكورة عند مرضى الشعرانية.

وغالبيتهم يكون مستوى الهرمون طبيعيا، ويكون سبب نمو الشعر في الأماكن المذكورة بصورة أكثر كثافة أو سمكاً، نتيجة فرط تفاعل بصيلات الشعر للهرمون الذكري في هذه الأماكن، وذلك نتيجة للاستعداد الوراثي في بصيلات الشعر، وليس بالضرورة أن يكون لمن عندهم شعر زائد في بعض الأماكن أن يكون عندهم خلل هرموني واضح، أو اضطراب مصاحب في الدورة الشهرية، أو وجود تكيسات في المبايض، أو ظهور علامات أخرى للاسترجال، مثل: حب الشباب، أو الصلع الوراثي، أو بعض العلامات الأخرى، ولكن لابد من التأكد من عدم وجود سبب عضوي أو خلل هرموني مسبب لذلك الشعر الزائد، وعلاجه بشكل فعال.

والطبيبة الفاضلة قدمت معلومات قيمة في ذلك الإطار، فيجب الاستماع لها، والأخذ بها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن إزالة الشعر الغير مرغوب فيه بالوسائل التقليدية، مثل: النزع بطرق مختلفة، أو الحلاقة.

وبالنسبة للشعر الزائد بالوجه:
فيمكن إزالته بالليزر، وهي وسيلة فعالة في إزالة الشعر بشكل شبة دائم، ويجب أن تعلمي أن هناك أنواع مختلفة من أجهزة الليزر بأطوال موجية متعددة، للاستخدام على حسب لون بشرة المريض، ويمكن التحكم في الطاقة المنبعثة من الليزر لإحداث الأثر المطلوب، ولذلك أنصحك بزيارة طبيب مشهود له بالكفاءة والخبرة في مجال العلاج بالليزر، حتى يختار الجهاز والطاقة المناسبة اللازمة لإحداث الأثر المطلوب، وبدون آثار جانبية -إن شاء الله-.

وبالنسبة للشعر الزائد بالجسم والأطراف: فيمكن إزالته بالعلاج الضوئي.

بالنسبة لمشكلة حب الشباب والحفر والمسام الواسعة:
فيجب أن تعلمي أن العلاج في مشكلة حب الشباب لا بد أن يكون ممتدا وفعالا وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى، وأهمية ذلك يكمن في المحافظة على الوجه من تكرار الإصابات مرة أخرى.

وتوجد أيضا علاجات كثيرة لمشكلة آثار حب الشباب، ويعتمد نوع العلاج على نوع الأثر، لوجود عدة أنواع من الندب التي من الممكن أن تحدث نتيجة الإصابة بحب الشباب.

والعلاج في العادة يكون مبدئيا باستخدام:
- بعض الكريمات الموضعية من مشتقات فيتامين أ، مثل: كريم التريتينوين، لأنه يحدث بعض التحفيز لإعادة تشكيل أو نمو طبقة الكولاجين بأنسجة الجلد، وكريم التريتينوين من الكريمات التي تنظم تقرن الجلد وتقلل من سمك الطبقة السطحية منه، وله قيمه علاجية ووقائية أيضا.

- ولا بد أن يكون استخدام تلك الكريمات مقرونا بالوقاية من الشمس، وتنظيف البشرة بشكل جيد، وذلك العلاج سوف يكون مفيدا أيضا في علاج المسام الواسعة.

وإذا كان العلاج بتلك الكريمات غير كافيا بمفرده لإحداث الأثر المطلوب؛ فيمكن إجراء بعض جلسات التقشير الكيميائي أو سنفرة الجلد السطحية، ويمكن أيضا العلاج ببعض أنواع الليزر، والذي من الممكن أن تكون مفيدة في حالتك، وبعض أنواع الندب العميقة قد تحتاج إلى بعض الجراحات التجميلية البسيطة، أو حشو الجلد ببعض المستحضرات، ولذلك يجب زيارة طبيب الجلد لتقييم نوع الندب، ومناقشة السبل والوسائل العلاجية المناسبة والممكنة للتخلص منها.

وفقك الله، وحفظكم من كل سوء.