السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لدي مشكلة معقدة بسبب أخي الأكبر، وهي باختصار: أن لي أخا قد ولد قبلي في الترتيب، فصرت أنا بالطبع الثاني، أما الأول فهو ما يكنى به الأبوان -وهو الكبير- مدى الحياة، وأنا الصغير مدى الحياة، وهو الذي يعرف أكثر، وهو المسموع كلمته لأنه الأعقل...إلخ، حتى وإن كان الواقع عكس ذلك, ولأن والدي تفانيا في تدليله والإغداق عليه فتفنن هو في اقناعهما والسيطرة عليهما، وأكل أموالهما بغير حق، حتى إنه تزوج بدون علمهما مرة، ثم حدثت مشاكل فتم الطلاق، فسامحاه فعاود الثانية بعلمهم، ولكن بدون رضاهم، وكل ذلك يغفر له وغيره الكثير والكثير.
أما عني فقد أهملني أبي منذ الصغر، وعاملني بقسوة وإهمال شديد، وكأنني عبء وعمد هو وأمي لربط عربة حياتي خلف عربته، فعمد هو إلى تدميري بلسانه ويده مما أصابني باليأس والإحباط، وقضى على قدراتي ومواهبي، فتقدم بي العمر وأنا في غفلة أطيع أبوي كالأعمى من أجل راحة الأخ الأكبر (الذي ليس في الكون مثله)، حتى توفي أبي -رحمه الله وأموات المسلمين-، منذ أكثر من عام، فبدأت أستفيق من سبات عميق طويل، لأجد نفسي في منتصف الثلاثينات من عمري وغير متزوج و..و...، وقد التهم أخي أكثر من نصف ما ترك أبي، هذا مع دعوات أمي بالتوفيق والنجاح له ولأولاده، ولا يعامل إلا بالحسنى.
أما أنا -المتحمل لمسؤوليتها هي وأخي الأصغر- فلا أتلقي غير النهي وتكسير الهمة، فلا أخفي أنني بدأت أكره أبي الذي أهمل حتى النصح إليّ، وحملني هم فقره، وبث إلى كآبته في الوقت الذى كان لا يدخر جهدا ليوفر فيه كل احتياجات أخي، ويسخرني لمساعدته وإلا غضب عليّ (فرضى الأب من رضى الرب - ومن السنة النبوية المطهرة : أنت ومالك لأبيك....).
بدأت أكره أمي التي لا أجد في تاريخ علاقتنا غير سوء التفاهم، وهي العامل الأكبر في إهانتي أمام أقراني، ومن هم أصغر وأقل مني، ولا تدخر جهدا في مهاجمتي ليلا ونهارا، وتأبي تماما تغيير طبعها معي ( وكأن الأمومة ضعف) مع أني اهتممت بالحفاظ على البيت، وعليها هي وأخي بمالي ووقتي!
الأهم هو: أنني لم أعد أطيق هذا المدعو أخي (المولود قبلي) ولم يعد عندي أي نية في تضييع أي وقت حتى للاستماع إليه، ولا أفكر سوى في إعادة بناء مستقبلي الذي أراه قد أوشك على الفناء، وبالطبع هذا القرار لن يعجب أمي.
هل أنا أخطأت في طاعة والدي إلى هذا الحد، أم أن عمرى لم يضع سدى؟ ما هي حدود تدخل أمي في تحديد ما بقي من حياتي؟