السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المشكلة تتعلق بأخي الذي عمره 27 سنة، أصبحت هاجس البيت الذي أربك حياتنا، وأحتاج أحدا يساعدنا لوجه الله.
أخي غير مجتمع بنا، وعلاقتنا به سطحية من أيام المراهقة، كان مع أصدقائه ولا نعرفهم جميعا في المراهقة، وبدأ بالتدخين، ولم يكمل أول ثانوي، وترك المدرسة والتحق بالعسكرية، أكمل بها خمس سنين، ثم بدأ بالتغيب والإهمال، وتغيرت شخصيته، وبعدها عرفنا أنه يتعاطى المخدرات، ولم نعرف نوعها ولكن الأقرب الكابتجون، تغير كثيراً وأصبح وجوده غير مرحب لما يسببه من مشاكل، كان وقتها بدأ يهمل وظيفته، وبعد مد وجزر من الغياب والدوام أخذ فترة طويلة ثم تم قرار فصله، ولم يكمل إلى الآن إجراءات الفصل.
خلال فترة فصله كان يذهب ليراجع العودة إلى العمل، ثم لا يكمل الإجراءت، ونحن نراه متكاسلا، وأبي كثير اللوم له، وكذلك الجميع وكل من يقابله، وكان له صديق يطلبه ديناً قدره 70 ألفا، اشتكى عليه وسجن لمدة 9 أشهر وتم خروجه بعفو.
بعدما خرج أصبح هادئاً، لا يخرج أبدا، إلا أنه أحيانا يتصل به أصحابه ويخرج ويعود.
أصدقاؤه القدامى توفاهم الله تقريبا جميعا في حوادث متفرقة، علماً بأنه كان سابقا يخرج ولا يجلس في البيت إلا للنوم فقط، وأصبح يجلس كثيرا بالبيت ويتابع التلفاز طوال اليوم إلى أن ينام، ولا يفعل شيئا إلا الأكل والمتابعة والنوم، وكان متهاوناً بصلاته كثيرا وكسولاً جدا، حتى إنه لم يفصل فصلاً نهائياً من وظيفته، فهو معلق بها ولا يستطيع الالتحاق بوظيفه أخرى.
هذا أصبح روتين حياته إلى أن حصل له حادث غير حياته منذ شهر تقريبا، حيث إنه ذات يوم دخل إلى فراشه وكانت هناك قطة تدخل بيتنا كثيرا ونطردها، وفي ذلك اليوم وجدها بفراشه، وكانت الغرفة مظلمة، فدخل فراشه وداس على القطة، ثم خرجت القطة من الباب، فخاف، وكان يقول أنا دستها، ونحن لم نهتم، ثم لم ينم 3 أيام، وكانت أختي رأته يبكي، ولأن طبعه كتوم لم نجرؤ على سؤاله، وفي فجر اليوم التالي أصبح حاله مضطربا، وأصبح الوضع جديا كان يردد "القطة القطة "، وقال لأخي أنا في داخلي مايكرفون داخلي جني وأريد أن أصعد إلى السطح، لأن القطة كانت تصعد السطح.
فخفنا عليه، وقرأت عليه أمي، ثم قرأ عليه شيخ، وبعدها استقر حاله لكن صار يخاف كثيرا، ونحن أيضا نخاف ولا ننام إلا بصعوبة؛ لأن هذا الأمر غريب علينا، وهو صار لا ينام إلا بعد الفجر إذا طلع النهار، وحافظ على صلاته تقريبا، فلا يتركها إلا وقت نومه، ثم بعد 3 أسابيع طلبنا منه أن يسافر لأهلنا في مدينة أخرى لكي يغير جو، ويغير نفسيته.
قبل ذهابه كان يضحك ويتحدث وكان يتابع التلفاز، وكان طبيعياً إلا من بعض الخوف الذي نلاحظه من تصرفاته، لكن بعد ذهابه عاد أسوأ من قبل بكثير، أصبح لا يتكلم، ويبكي كثيرا، ولا يتابع التلفاز ولا يهتم بشيء.
هو لا يملك سيارة ولم يرجع إلى وظيفته، ونعتقد أنه بسفرته كان قد لقي لوماً من الأقارب، وعندما عاد من السفر عند دخوله البيت بدأ يستفرغ كثيرا ونسأله عن السفرة فلا يجيبنا إلا بكلمات قليلة، ساكت وهادئ هدوءاً مخيفاً.
قال لابن خالي: أنا عقلي صفر، وعقلي فارغ، وأنه يشعر بالضيق ويبكي، وعندما يقرأ القرآن يقول أشعر أنني أحسن، وعندما أكلمه يرد علي ويضحك ضحكة لا أعرف معناها، ولكن أراها ضحكة نابعة من عدم ثقة، وينادي على أخي الذي سافر معه بمفرده، ويسأله عن مواقف عندما كانوا مسافرين، ويقول أنتم تضحكون علي، حتى جواله لا يستعمله، ويجلس بمفرده ساكتاً يفكر.
ساعدوني ما الحل؟ فهو أكبر الذكور، ولا نعتمد عليه في شيء بعكس أخي الأصغر منه الذي يُعتبر الراعي، وأمي وأبي منفصلان منذ كان بوظيفته، وغير متعلمين، وحالتنا المادية مستورة ولكن ليست عالية.