السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في المرحلة الأخيرة قبل الجامعة، وهذه هي السنة المصيرية التي تحدد مستقبلي. لقد كنت طوال السنوات السابقة من الطالبات المتفوقات في دراستي، ولقد حصلت على عدد من شهادات التقدير في مختلف مراحل دراستي وإعجاب مدرساتي، على الرغم من أنني أحسست أن مستواي ليس كالسنة الماضية. في كل مرة أجتاز مرحلة جديدة؛ إلا أن درجاتي كانت تقل ضمن معدل طبيعي، ولم أشعر بالخطر ولم أكن أهتم للأمر كثيراً؛ على الرغم من أن ساعات دراستي تقل، وتركيزي وحرصي بدأ بالتناقص ببطء، إلا أن كل ذلك تغير في هذه السنة!
لم أعد أستطيع فتح الكتاب، ولا أستطيع التركيز والحفظ، ومن حولي يشعرون أنني لم أعد أهتم بدراستي، وقد أصابني البرود فجأة! وأشعر أنني في كل هذه السنوات من عمري كنت أدرس للاشيء! لا يوجد لدي هدف، وأسير في طريق مجهول لا نهاية له، ولا أدرك أن في نهاية السنة سوف يحدد مصيري، بالقبول في جامعات مرموقة تناسب مستواي العلمي، أو لا! وهل حقا سوف أدخل الجامعة؟!
والدي يقول لي أنني لست حقاً مجتهدة، وأن كل تلك السنوات كانت لا شيء، على عكس ما كان يقول لي دائماً. لا أعرف حقاً ماذا أفعل!! لم أستطع أن أدرس شيئاً وأشعر أنني لم أعطِ المادة كفايتها، ولم أستطع حفظها بتركيز منذ بداية السنة الدراسية، وأشعر بالحسرة والندم وأنني ضعيفة الإرادة، وأستسلم بسرعة دائما، ولا توجد لدي قوة الإرادة للاستمرار والمثابرة، وقد حاولت وفشلت مرات عديدة.
ليس هذا فقط؛ ففي مراحل عمري أصبحت لدي عادات سلبية، وبعضها ما زال يرافقني طوال 9 سنوات، ولم أستطع التخلص منه على الرغم من محاولاتي العديدة لتغيير نفسي للأفضل، ومنها تقلب مزاجي المفاجئ! فدائماً عندما تكون هناك سفرة مدرسية، أو مناسبات أخرى اجتماعية أرغب بالذهاب بشدة، وأحضر لها بحماس وسعادة، وأخبر الجميع أنني سوف أستمتع بوقتي، وعندما أذهب للمدرسة لمكان التجمع، عند آخر دقيقة أغير رأيي فجأة! ولا توجد لدي رغبة بالذهاب، وأرفضها بشدة! وعندما أخبر عائلتي يتوقعون أن السفرة قد ألغيت ولا يصدقوني عندما أخبرهم أنني لم أذهب؛ فلقد حضًرت لها منذ أيام وأنا أخبرهم بها.
لا أعلم لماذا! فهذا دائما ما يحدث لي ويزعج أقاربي وعائلتي بشدة، لأنني دائماً ما أغير رأيي بدون مبرر، حتى أنا نفسي أجهل السبب، وأخشى أن يؤثر ذلك على قرراتي المصيرية في المستقبل.
أما أحلام اليقظة وهي من أسوأ المشاكل التي أواجهها الآن وتؤثر على مستقبلي، إلى الآن أتذكر اليوم الذي استطعت فيه أن أكتشف قدرتي على تخيل ما يحلو لي، فهو كان عالماً رائعاً اكتشافه في البداية؛ إلا أنه أصبح كابوسا يؤثر على حياتي في المجتمع، وأصبحت أنعزل عنهم في غرفتي التي أقضي فيها معظم أوقات السنة، وعندما تكون هناك مناسبة اجتماعية في المدرسة أو عند الاقارب أرفض الذهاب، وأشعر بضيق في صدري، وبالخوف، وأحاول الابتعاد في مكان معزول، وشعور يخبرني دائما أن حضوري غير مهم، فلا توجد لدي صديقات مقربات مني طوال حياتي، ولا أحد يهتم لمجيئي.
أصبحت حساسة جداً، وعصبيتي المفرطة تجاه أمور لا تستدعي ذلك، وما يشغلني الآن هو مستقبلي ودراستي المتدهورة! بسبب ذلك أصبحت لدي ردة فعل، فيدي وفمي يرتجفان في حالة القلق والخوف، وذهبت لطبيب الأعصاب وقال بعد إجراء فحوصات الرنين والتخطيط الكهربائي للدماغ أنه ناتج عن حالة نفسية، وأعطاني مجموعة فيتامين B إلا أن الارتجاف وضيق التنفس وسرعته نتيجة القلق والخوف وربما أشياء أخرى ما زال مستمراً يزعجني كثيراً، ولا يمكنني السيطرة عليه وتهدئة نفسي وتشتت أفكاري، وأشعر أنني غير ثابتة في مكاني، ولا أستطيع السيطرة على نفسي، ويظهر الارتباك واضحاً على الرغم من محاولاتي لإخفائه، وتبدأ دموعي بالظهور ولا أستطيع إيقافها، فخلال ذلك أنا أعلم أن البكاء لا يغير شيئاً، لكن لا أستطيع إيقافه، وأشعر بالاختناق ومحاولة التنفس تكون بصوت عال وواضح، وهذا ما أحرجني أمام مدرستي وزميلاتي! يحصل ذلك لي لأبسط كلمة تجرحني حتى لو كنت أنا المخطئة وأستحق ذلك، ولا داعي لكل ذلك ولكن ماباليد حيلة!
لا أستطيع الدراسة بمفردي إلا بوجود أمي بجانبي، وهذا يضايقني كثيراً لأنني دائما أحاول الاعتماد على نفسي، ولكن لا أستطيع بدونها لكيلا يتشتت فكري، وأسرح في أحلام اليقظة التي أصبحت ضرورة يومية، وعندما أدخلها لا أخرج منها وأندمج معها للأسف اندماجاً كاملا، كأني أعيش هناك تماماً! فهذه نتاج السنوات الطويلة وهذا ما يخيفني!
غالباً أصبح يجتر من وقتي الثمين كثيراً، ولا أستطيع أن أخبر به أحداً. وأصبح شعري يتساقط كثيراً، وأصبح خفيفاً جداً. هل يوجد حل لتقلب مزاجي المفاجئ؟ كيف أعالج ارتجاف يدي وفمي؟ هل أستطيع التغلب على أحلام اليقظة؟ وكيف؟ وماذا عن دراستي؟ كيف أستطيع أن أعود كما كنت؟ هل تنصحونني بالذهاب لأخصائي أو علاج مساعد، أم أستطيع ذلك بنفسي؟
شكراً لكم وأعتذر عن الإطالة.