السلام عليكم

أحبتي في الله: أنا طالب في جامعة عمر المختار في البيضاء في ليبيا، أخذت إجازة طويلة مثل زملائي منذ شهر (5) حتى شهر (11) ولكني في تلك الإجازة لم أعمل أي شيء، ولم أراجع دروسا جديدة، لم أمارس رياضة ولم أفعل شيئا، ولكني اكتفيت بالجلوس في البيت مع أمي أساعدها على خدمة أخواتي الخمس الأصغر مني سناً، علماً بأنني الأخ الأكبر، وأمي متعلقة بي جداً، وكلما أريد أن أفعل شيئا إما أن أكون مشغولاً معها أو هي تقول لي خلك معي، فغداً تبدأ الدراسة ولن أراك إلا بعد العودة من المدرسة.

أنا متفوق بدراستي، وبمجرد ما تبدأ الدراسة أكون مشغولا، هي هذه نظرية أمي، وأحس أن أخواتي الصغيرات لو كن مكاني لا يعملن كل هذا العمل -الحمد لله- أنا أرضي أمي وأبي، لكني تعبت جداً، وزني زاد من طول جلوسي في المطبخ، وذهني تبلد من طول قعودي معها على التلفزيون, وأيضا المشكلة الأكبر أني ما أخرج من باب البيت إلا لصلاة الجمعة فقط.

أريد أن أذهب وأمارس رياضة، ولكني أخجل من شكل جسمي لو طلعت بملابس الرياضة لأنه ليس عندي سيارة، ولابد أن أركب الباص، ولا أعرف ماذا أعمل بمشكلة أمي، ومشكلة الخجل من الخروج من البيت، وأبي عنده سيارة، ولكن لا يعطيها لي، أحس أن أبي وأمي يعتبرانني طفلا، مع أني رجل يعتمد عليه, والحمد لله أنا مواظب على صلاتي، وأموري الدينية جيدة، لكن لا أحب أعتمد على أحد أو أعذب أحدا معي، مثلا أقول لصديق مر علي وصلني، لأنه مرة أو مرتين سيجيئني، وبعدها سيمل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، وعلى الكتابة إلينا بهذا السؤال.

ما مضى قد مضى، ولا يفيد الحزن عليه، وخاصة إذا تذكرت الأحداث الكثيرة التي مرّت بها ليبيا التي نحبها، ونتمنى لها كل الخير والتوفيق والنجاح، بعد أن حصلتم على حريتكم، أعانكم الله.

يبدو من سؤالك أن النقاط الأساسية والتي سأعرضها هنا بالتدريج، مع الاقتراح هي الحلول الممكنة، وهي كالتالي:

- غيابك الطويل عن الجامعة، والحل هو في العودة للجامعة، على الرغم من الصعوبات.

- عدم الخروج من البيت، والحل في الخروج من البيت، وربما العودة للتعليم يعطيك مبررا لهذه العودة.

- الخجل من موضوع الوزن الزائد، فمَن مِن الناس لا يوجد عنده ما يمكن لأن يُخجله؟

- الوزن الزائد، والحل هو زيارة طبيب مختص بالتعامل مع مشكلات الوزن.

- نظرة الوالدين على أنك "طفل" ستتغيّر نظرتهم عندما يرون تغييرا كما سبق أعلاه.

- موضوع قيادة السيارة، والحل لابد من التدريب والحصول على شهادة القيادة، وربما مناقشة الأب من بعدها.

- موضوع الصداقات، والحل هو التواصل مع أصدقائك الذين لم تتواصل معهم لبعض الوقت.

وفقك الله، ويسّر لك الأمور، وجعلك من الناجحين والمتفوقين، لتساهم في بناء ليبيا المستقبل.