السؤال
السلام عليكم
أود أن أشكركم على كل ما تقومون به، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أريد أن أطرح عليكم مشكلة خاصة بأختي، وسأحاول أن أجعلها مفصلة لكي تتضح لديكم الصورة.
أختي تبلغ من العمر 30 عاما، وهي امرأة متعلمة، وأكملت الماجستير، وناجحة في حياتها العملية بدرجة كبيرة، وتعتبر شخصيتها قوية في مجتمعنا.
تزوجت في عمر 28، والآن لديها طفلة صغيرة، وكانت تعاني من خوف المناطق المغلقة، وتصاب بحالة هلع شديدة، ولا تكاد تستطيع التنفس! فمثلا عندما تصعد طيارة أو حتى مصعدا كهربائيا غالبا ما تأتيها الحالة هذه، وفي سن 23سنة أقنعتها بوجوب مراجعة طبيب نفسي، ووصف لها دواء زولوفت، واستمرت عليه لمدة سنتين وتحسنت حالتها كثيرا، ثم توقفت عن العلاج.
في السنوات الأخيرة، وخصوصا بعد زواجها أصبحت مثيرة للمشاكل بشكل كبير، حيث إن لسانها حاد جدا، ومستفز في أبسط المواقف، وبدأت مشاكل مع زوجها، وحاولت احتواء الموضوع، فكل مرة تتصل بي وهي تبكي تشكو من زوجها، فأتعاطف جدا معها وأستفز، ولكن عندما أكلم زوجها ويشرح لي المواقف أشعر باقتناع أكثر بكلامه، لكوني أجده منطقيا، وتصرفات ممكنة من طرف أختي، بحكم أني أعرفها تماما.
هي متقلبة المزاج جدا، رغم طيبة قلبها الشديدة، فبينما تكون منشرحة ولطيفة للغاية لا يستغرق الأمر سوى دقائق حتى يتبدل كل شيء، وتوجه الإهانات على أبسط الأسباب، وتجرح كثيرا بالكلام، وعادة تهدأ بعد مدة وتعتذر وتبكي!
المشكلة أنه في الآونة الأخيرة أصبحت لا تطاق أبدا حتى تعاملها مع أبي وأمي وبقية أخواتي أصبحت عدائية، وتوجه الإهانات والكلام الجارح، وتعتبر الجميع ضدها، وما تلبث أن تبكي، وتعتذر وأحيانا لا تعتذر.
عندما نكون أمام أناس غرباء تكون في قمة اللطف واللباقة والاحترام، ولا أكاد أصدق أنها نفسها أختي التي في بيتنا، أحس أنها شخص آخر إذا وجد الغرباء، وأيضا فهي تعطي النصائح للآخرين من صديقاتها عندما يتلفظون على أهلهم، وتنهرهم عن فعل ذلك، وأنه واجب احترام الكبير، بينما هي تفعل عكس ذلك تماما!
إننا نعاني في عائلتنا منها، وننتظر اللحظة لكي تذهب لبيت زوجها عندما تأتي، لكننا نتألم عليها كثيرا، ونخاف على مستقبلها، فقد بدأت تخسر الكثير من الأصدقاء، وأصبح كلامها لامنطقي في غالب الأحيان، وتعتبر رأيها هو الصحيح، وأننا جميعا ضدها، وترى أبي وأمي ظالمين، رغم أنهم يبكون ليلا ونهارا عليها.
لم تعد تسمع لأحد سواي، كوننا قريبين من بعض منذ الصغر، لأنها تكبرني بسنة فقط، وأحيانا توجه لأمي كلمات قاسية، وتأتي بعد ساعات لتقبل قدميها وتبكي، وتعيد الكرة في اليوم التالي!
كما أنها تصرخ أحيانا على ابنتها التي تبلغ من العمر عاما واحدا، ثم تحتضنها وتقبلها.
الموضوع مؤرق لي جداً، فأنا أحبها كثيرا، وأخاف أن تهدم بيتها، وتخسر عائلتها، فمن سيتبقى لها في هذه الحياة؟!