السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في الإسلام، جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع، وبارك الله فيكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاماً، ما زلت أدرس في الجامعة، ففي كل مرة يستصعب علي تخصص أغيره، أو أقوم بالتحويل إلى جامعة أخرى، وهكذا إلى أن أدركت أن المشكلة تكمن فيّ، فأنا لا أستطيع التركيز، ولا لمدة نصف ساعة حتى لو كنت أحب المادة التي أدرسها، -والحمد لله- فأنا أصلي، وأقرأ القرآن الكريم، وأحب الدروس الإسلامية والاستماع إليها، وعلاقتي بالأهل والصديقات طيبة، ولا أجد مشاكل، مشكلتي من هذه الناحية هي دائماً أحس بالانعزال، وأنني غير متأقلمة مع الآخرين، ولا أحب الخروج من غرفتي، أو أكون في حوار أو مناقشة، أو حتى دردشة مع الآخرين.
وثانياً: منذ كنت في الإعدادية وأنا ينتابني القلق الشديد والانعزال، وأضيف إليه الآن الندم الشديد الذي يحبطني لأني غير موفقة في الدراسة، والأموال التي صرفها وما زال يصرفها أبي لكي أكمل وأتخرج، ما يمر بي من صغير أو كبير يقلقني، وفي بعض الأحيان لا أنام لبضعة أيام، وأحياناً لا أتناول طعاماً لأكثر من 24 ساعة، وذلك لتفكيري الكثير وقلقي المتواصل، بدأت بالرياضة المناسبة، وكذلك الاختلاط بالصديقات، ومحاولة تغيير المكان.
القلق والتفكير الكثير، والمزاج المعكر في كل الوقت، أصبح أكثر من اللزوم، لا أطيقه، وأصبحت لا أثق في من حولي، وخصوصًا الجنس الآخر، وذلك بعد خطوبتين فشلت وتسببت لي بجرح عميق، قضيت بسببه ثلاثة شهور في غرفتي، لا أتحدث ولا أختلط حتى مع أهلي، وكان ذلك بغير إرادتي، ولا أستطيع التذكر لماذا، أصبحت حزينة لمرور السنين من غير شهادة، ولا شريك لحياتي، مع علمي أنه كله مقدر ومكتوب، -والحمد لله- دائماً ولا اعتراض، لكن ما زال يؤثر فيّ، فقد انصدمت من تلك الخطوبتين، ولم يكترثوا حتى للاعتذار.
أصبحت أنسى كثيراً حتى أهم الأشياء، لا أركز حتى حين أؤدي أبسط الواجبات المنزلية، وفي كثير من الأحيان لا أحس بطعم الحياة، كل شيء أصبح أسود مقلقاً، وحتى لو كنت في وسط زواج وفرح أو مناسبة سعيدة، ما زال الإحساس هذا يتحكم بي، للأسف الشديد لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي لأعرف ما هي المشكلة، وذلك لظروفي المادية، فهناك غيري أيضاً في الجامعة، أرجو منكم إرشادي ونصحي، لعلي أستطيع التغير مما أنا فيه، لأنه أصبح يخنقني ويؤرقني.
جزاكم الله ألف خير.