السلام عليكم

أنا أم لطفلة، وأرملة منذ 14 سنة، انقطعت عني الدورة منذ عامين، وعملت فحصاً للهرمونات وكانت النتيجة:

البرولاكتين 12.2
البروجستيرون 0.2
fsh 46.5
lh 55.6

عرضت النتيجة على إحدى الطبيبات وشخصت حالتي بسن اليأس المبكر، أشكو من عدة أعراض: ألم في العظام عامة وخاصة بعد النوم، والشعور بالفتور والإعياء، والنظرة الدونية لذاتي، واليأس من ممارسة أي أنشطة، والشعور بالإحباط الدائم، لم أعد أقدر حتى على القيام بمهامي، إضافة لضعف الذاكرة بشكل ملحوظ.

السؤال: هل من الأفضل لصحتي أن أستخدم علاجات هرمونات بديلة؟ أم أستسلم لانقطاعها وأعالج الأعراض السابقة؟ وما العلاج المناسب لهذه الأعراض؟ وهل توجد رياضة معينة مناسبة أو أعشاب أو أغذية محددة؟

جزاكم الله خيراً، وأمدكم بالصحة والعافية، وجعلكم عماداً قوياً لهذه الأمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نعم -يا عزيزتي- إن ما حدث عندك هو حالة قصور مبكر للمبيض، وهذه هي التسمية الصحيحة للحالة، فلقد تبين بأن هنالك بعض الحالات القليلة -تقريباً 10%-، قد يقوم المبيض فيه باستعادة بعض من نشاطه فجأة بعد أن كان قاصراً، وهذا يختلف عن حالة (سن اليأس) التي لا يمكن للمبيض بعدها العودة إلى النشاط، وبالرغم من أن قصور المبيض يؤدي لحدوث بعض الأعراض التي تشبه تماماً ما يحدث عندك، إلا أنه يجب التأكد من عدم وجود سبب آخر مشارك مثل: الاكتئاب، أو اضطراب الغدة الدرقية، أو غير ذلك.

لذلك -يا عزيزتي- يجب عمل بعض التحاليل، من ضمنها تحاليل لمحاولة معرفة سبب قصور المبيض، وتحاليل للغدة الدرقية، وهي:

- تحليل للصبغيات.
- تحليل للأجسام المناعية ANA-ACA-LA.
- تحليل للغدة الدرقية وهرمون الحليب والكورتيزول CORTISOL TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN.
- تحليل للكالسيوم والفسفور بالدم.

وأنصحك بمراجعة طبيبة –أو طبيب- أمراض نفسية، لعمل تقييم للحالة النفسية عندك، فغالب الظن أنك ستحتاجين لتناول علاج مضاد للاكتئاب، إن لم يتبين وجود سبب آخر.

بالنسبة لقصور المبيض عندك فأقول لك: نعم.. من الأفضل لمن كانت في مثل عمرك أن تتناول العلاج الهرموني البديل، هذه هي إحدى التوصيات الحديثة، فمن كانت في مثل عمرك يجب أن يتم تقييم محاسن ومخاطر العلاج عندها بطريقة تختلف عن السيدة الأكبر سناً؛ لأن الفائدة التي سيتم الحصول عليها من تناولك للعلاج الهرموني ستكون فائدة كبيرة جداً -إن شاء الله-، أهمها الوقاية من حدوث هشاشة العظام، والوقاية من الأمراض القلبية الوعائية.

أشجعك على تناول العلاج الهرموني البديل، إلى أن تصلي للعمر الذي تتوقف فيه الدورة بشكل طبيعي عند النساء، أي عمر 50 -51 سنة تقريباً، لكن يجب قبل تناوله أن يتم فحصك والتأكد من عدم وجود مضاد استطباب عندك، مثل: وجود جلطة في الساقين، أو وجود مرض كبدي –لا قدر الله-، كما يجب عمل تصوير للثدي، وعمل مسحة من عنق الرحم قبل بدء العلاج.

والعلاج الهرموني البديل يجب أن يكون على شكل هرمون الأستروجين بشكل متواصل، مثل حبوب (بريمارين 0.625) أو أي حبوب مشابهة بالتركيب، مع إضافة حبوب البروجسترون مثل حبوب (دوفاستون) أو أي بديل لها، تؤخذ حبتان يومياً لمدة 14 يوما من كل شهر، وهذا سيؤدي لنزول الدورة بشكل منتظم، كما يجب عليك تناول حبوب الكالسيوم بحدود (1500) ملغ يومياً، مع فيتامين (D) بحدود (1000-2000) وحدة دولية يومياً بشكل مستمر.

إن العلاج الهرموني السابق سيحسن كثيراً من الأعراض التي تشتكين منها بكل تأكيد، وإن بقيت الأعراض -أو لم تتحسن- فهنا أكرر لك ضرورة عمل تقييم عند طبيبة للأمراض النفسية، فقد تحتاجين لإضافة دواء مضاد للاكتئاب مثل البروزاك، وأشجعك على ممارسة الرياضة التي لا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف ولا تقاليد المجتمع، وبشكل يومي لمدة نصف ساعة، فهذا سيكون له فائدة مضاعفة على صحتك الجسدية والنفسية -إن شاء الله-، ويجب أن تكون تغذيتك منوعة، مع التركيز على المواد التي تكون غنية بالكالسيوم مثل: الحليب ومشتقاته، والخضار والفاكهة.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.