السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعيد بمراسلتكم، وأتمنى أن تساعدوني، وأن تمدوني ببعض الأمل.
أبدأ قصتي: منذ أن كنت في 16 من عمري كنت إنسانًا عاديًا ومتفوقًا في دراستي، نشأت في أسرة عادية طبيعية محافظة، وفي كنف والدين طيبين، وإخوة كذلك، لكن عندما وصلت إلى هذا السن -16- تغيرت حياتي ولم أعد أشعر بطعم الحياة، والراحة النفسية والرضا عن الذات.
تعرفت على ما يسمى العادة السيئة التي حولت حياتي إلى جحيم لا يطاق، وسقطت في فخها لسنوات، وإلى اليوم وأنا سجين فيها، مرت علي سنوات وأنا أكذب على نفسي أنني سأتركها، وأنني كلما مارستها ستكون آخر مرة، لكن هيهات لقد مرت عشر سنين كلمح البصر وكنسمة ريح باردة، حيث كنت أمارسها 4 مرات في الأسبوع.
لذلك بدأت أشعر بخستي وحقارتي، وأني أقل من أن أتحمل مسؤولية في المجتمع، وعانيت الأمرين في دراستي الجامعية، بسب: الخجل والرهاب الذي أفقدني السيطرة على حياتي، مما زادني انعزالًا، وإدمانًا للمواقع الإباحية، وتقاذفتني أمواج الحياة يمينًا وشمالًا، فلم أشعر بالاستقرار والثقة التي كنت اقرأ عنها كثيرًا، كنت أشعر وأنا في الجامعة أنني أحقر مخلوق، لذلك كنت منعزلًا وخائفًا من كل الطلبة؛ ما إن أتحدث مع غريب إلا وأشعر بعدم الارتياح، ولا أستطيع تكوين صداقات قوية حتى في مجتمعي وأصدقائي.
أشعر بنوع من البلادة في الأفكار وجفاف، فلا أدري ما أقول، وإن قلت أعمل ألف حساب لكل كلمة قلتها ولو كانت بسيطة، وأعتبر أن رأي الناس يهمني في كل شيء؛ لذلك أسعى لاسترضائهم، وأتكلف وأتظاهر بأنني إنسان هادئ وطيب، وعندما أسير في الشارع أشعر بعدم الارتياح، وخوف غريب خاصة إذا التقيت مع إنسان غريب.
وللعلم ليست لدي مشية طبيعية، فمرة أسرع ومرة أمشي ببطء، وأشعر بمغص في بطني، أتمنى التخفي عن الأنظار والتستر عن الناس، أعتبر نفسي دائمًا مخطئًا وهم على حق، لا أستطيع التحدث معهم بطلاقة، والآن تخرجت واصطدمت بالواقع وهو العمل بكل المشاق التي أنتظرها، والتي كنت أتجنبها؛ بمعنى: ضرورة الاحتكاك بالناس، وكيفية التعامل وطريقة نظر أصدقائي ومجتمعي إلى تفكيري وسلوكي كمتخرج من الجامعة.
أشعر أنني إنسان ضائع، أبسط إنسان أشعر أمامه بالنقص لا أعلم ماذا أفعل لأغير حياتي، وأستثمر قدراتي، وأنفع ديني وأغير نظرتي نحو نفسي والقناعات المترسبة في داخلي؟ أريد أن تساعدني بخطوات عملية للتخلص من العادة السرية، وكيف أستعيد ثقتي بنفسي وأغير نظرتي السلبية لنفسي؟
أمامي مشروع الزواج والعمل، وما هي طرق التعامل مع الآخر كإنسان مثلي؟ أتمنى أن تساعدوني بإجابات لكل ما أعانيه دون روابط للاستشارات الأخرى، وجزاكم الله خيرًا وبوأكم من الجنة منزلًا ومقامًا.