السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة مسلمة، أرغب بنصرة ديني والدفاع عنه، وأريد أن أحمل قضية ديني وأمتي، أريد أن أفتخر بديني في كل مكان، وأن أشعر بذلك فعلاً ولا يعقب أحد عليّ ولكن، ورد في الشريعة ما يسيء إلي! وما يعتبرني أقل من الرجل، حزنت كثيراً، قلت: ربما لم أفهم جيدا، ولكن كثيراً من العلماء يؤكدون ذلك.
احترت كثيراً بين من يؤولون تلك الأحاديث، ويصرفونها عن ظاهرها وكأن في معناها الأصلي شيئا معيبا، وبين من يقذفونك بها وكأنها أمر واقع يجب التسليم به دون أن يقولوا لنا كيف يكون شعورنا ونحن نسلم به.
لا أريد شيئا إلا أن أكون منسجمة مع نفسي أحب ديني حقا، وأدافع عنه حقا، لا نقلا لكلام لست مقتنعة به، أريد أن أعرف كيف أرد عندما يقول لي أحدهم أنت ناقصة عقل ودين لقد شبهت بالكلب والحمار - أعزكم الله -وخلقت من ضلع أعوج؟
بل أريد أن أعلم نفسي كيف تقبل هذه الآثار؟ كيف تؤمن أن الإسلام قد كرمها، وفي نفس الوقت تعتقد أنها ناقصة، وأنها خلقت من ضلع أعوج، وأنها شبيهة بالكلب والحمار؟
كيف تطلب العلم وهي طوال سيرها تتعثر في كل ما قيل عنها من علمائنا ومفسرينا وشراح حديث؟
لماذا دائما هي الجنس الأقل؟ ولماذا هي السيئة؟ ولماذا يحمل لنا تراثنا أنها ناقصة وسفيهة وجبانة وخلقت من ضلع أعوج، وتقطع الصلاة إن مرت تماماً كالكلب، والحمار، والشؤم فيها إلخ؟
سأقبل كل ما جاء عن رسول الله عني، ولكن كيف أروض نفسي على القبول وعلى الدفاع عن هذا أمام من يعيب علي هذا الأمر، كيف أعيش مع نفسي وأقبلها وأنا أعلم أنها سيئة إلى تلك الدرجة؟
لقد قرأت كثيرا من المواضيع والفتاوى في هذا الأمر ولكن أحدا منها لم يشف صدري ولم أحصل على الراحة التي أطلبها.
قد أقتنع بتعليل أحدهم لهذا الأمر أو ذاك؛ ولكن العصي إذا اجتمعت أبت أن تتكسر، لماذا يقع تحت بصري هذا الكم من النصوص والأقوال التي أشعر تجاهها بهذا الشعور؟
وهل الحل هو تعليلها واحدة واحدة، أم في الإيمان بها دون تعليل بغض النظر عما تثيره من مشاعر؟
لماذا أذم؟ لماذا أعاب؟ لماذا يقال عني كل هذا؟ وكيف أتعبد إلى الله بهذا؟
كيف سيكون شعوري؟ وأنا أعلم أن في كل تلك العيوب لا لشيء بل لمجرد أنني امرأة؟
لماذا تستهينون بشعوري وإحساسي؟ لأنكم ليس لديكم مشكلة؟
لأنكم تستطيعون أن تتعلموا ما تشاءون وتتزوجوا من تريدون وتكونوا قادة وكبارا وعظماء وتفرضون علي ألا أتعلم إلا أمورا محدودات تقولون أن هذا ما يفيدني ولا يلزمني شيئا آخر؟
تقولون أني لم أخلق إلا للزواج والإنجاب وليس لي مجال آخر، وليس لي أن أكثر الخروج من بيتي، كيف أساعدكم؟ كيف أنصركم؟ كيف أسعى لإقامة دولتكم؟
أرجوكم أجيبوني.