السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله العلي العظيم لنا ولكم التوفيق؛ لما تقدمونه من نصح وتوجيه وإرشاد لأمثالنا ممن يجهل العلوم الطيبة, فجزاكم الله عنا خيرًا.
سؤالي هو: لدي طفل يبلغ من العمر 8 سنوات, وفي أول أيام رمضان المبارك
لعام 1433هـ سهرنا حتى السحور, ونام الطفل, وأردت مداعبته وإيقاظه, فننادين بصوت مرتفع حاتم حاتم حاتم, وإذا به يشد يديه للأمام, ويحدق بعينيه, ويحاول التنفس كالمفجوع, فسميت عليه وهدأته, وعاد للنوم مرة أخرى, وبعد ساعة حصل نفس ما حصل قبل, وذهبت به للمستشفى, وقال الطبيب: الأمر عادي, وبما أنها تحدث وقت النوم فلا خوف منها - حسب ما وصفت له -.
وفي منتصف الشهر نام بعد صلاة الفجر, واستمر نائمًا حتى العصر, وأيقظته للصلاة, وذهبنا للمسجد, وقال: عندي ألم في بطني, فقلت: ارجع للبيت, ورجع ونام, وبعد ساعة أصيب بتشنج وهو نائم, واستمر قرابة الخمس دقائق, وخرج منه لعاب كثير, وتم نقله للمستشفى, وتنوم بالمستشفى عشرة أيام لا يتشنج إلا وهو نائم, وشاهده الطبيب أثناء التشنج وتسجيل مقطع فيديو, وقال: من المحتمل أن يكون الفص الأمامي, وعمل تخطيطًا, وأشعة مقطعية, ونتيجة التخطيط أن فيه كهرباء زائدة, والأشعة سليمة, ولكنه لم يستجب للعلاج - (ديباكين وفينيتون وتوباماكس) -.
وقد دخل المستشفى في 13 رمضان, وخرج في 24 رمضان, وأخذته إلى استشاري أعصاب الأطفال, وقام بإيقاف الفينيتون مباشرة, والديباكين بالتدريج, وأبقى على التوباماكس 25جرامًا مرتين, وصرف له كيبرا ثلاثة ملي مرتين, ولكن لم يحدث تغير, فما زال يتشنج أثناء النوم, يحدق بعينيه, ويثني يده اليمنى, ويمد اليسرى, وكأنه يبحث عن نفس, مع صوت شخير خفيف, لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ, وهكذا أثناء فترة نومه, كل ساعتين يتشنج لثوانٍ قليلة, ويرجع طبيعيًا وينام.
وفي منتصف شوال أدخلته مستشفى متخصصًا, وتم تنويمه في وحدة مراقبة تخطيط, ومراقبة كاميرا لمدة 24 ساعة, وسجلنا 7 حالات تشنج, وبعد الانتهاء قال الطبيب: يوجد كهرباء, ولكن لم نستطع تحديد مصدرها بالضبط؛ لذلك سوف نعمل أشعة رنين, وأشعة صبغة نووية, وتم عملها, وكلها سليمة - ولله الحمد - وأيضًا قال: لم نستطع تحديد المصدر, فقاموا بإيقاف التوباماكس, وصرفوا له تجريتول بجرعة صغيرة, مع متابعة التحاليل, ولله الحمد والمنه توقف عن التشنج أثناء النوم, وتم رفع الجرعة إلى 200 سي ار مرتين باليوم, مع الاستمرار على الكيبرا.
وتم الكشف عليه من أخصائي الذكاء, وقال: نموه طبيعي, ولم يلاحظ عليه شيئًا غير طبيعي, وأعطاني بعض التوجيهات لطريقة التعامل معه, وعدم تكليفه بواجبات مدرسية زائدة, ومراعاة الحالة النفسية له, وقال الدكتور: إن حالته غريبة, فهناك كهرباء في الفص الأمامي, ولكن لم نستطع تحديد مصدر الكهرباء: هل هو يمين أم يسار أم فوق أم تحت؟
وبما أنه استجاب للعلاج, فالحمد لله نستمر, ونرى ما يكون بعد فترة, وأثناء ملاحظته وهو نائم أصبح يتحرك ويتقلب كثيرًا, ويتمطط, ويقبض أصابعه ويبسطها, ويتكلم أحيانًا أثناء النوم, وتصيبه مثل الرعشة الخفيفة جدًّا أثناء النوم, ويشتكي أحيانًا من رأسه, ومغص في بطنه, ويزول سريعًا, فما هو تشخيص حالته؟
وهل - بإذن الله - تعتبر خفيفة, وتنتهي مع الوقت؟
لله الأمر من قبل ومن بعد, ولكن:
هل نسبة الشفاء عالية لمثل حالته من الناحية الطبية؟
وهل تطول فترة العلاج؟
وهل من الممكن أن تتطور لتصبح تحدثًا في غير وقت النوم؟
وهل هناك معايير لزيادة الكهرباء؟ أي كهرباء عالية أو متوسطة أو خفيفة، أم أنها زيادة غير منتظمة فقط؟
وهل هناك تدخل جراحي - لا سمح الله - لمثل حالته؟
وهل هناك توجيه بعمل شيء معين له من كشوفات وخلافها أو نصيحة معينة؟
وعذرًا للإطالة, وأرجوا أن تسامحني.