السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قصتي قبل رمضــان.
أرجــوكم ساعدوني، أريد منكم النصح والتوجيه، أنا في حالة لا يعلمها إلا الله.
أنا شاب عمري واحد وعشرون عامًا، تعرفت على فتاة قبل ستة أشهر، وبالأصح هي من تعرفت علي، طبعا عن طريق محادثة البلاك بيري، ويعلم الله أنها أول فتاة أتعرف عليها، قبلت الوضع في البداية لأني استصعبت أن أردها، وقلت هي مجرد أحاديث عامة، وهي في بداية الأمر عندما أضافتني في القائمة عندها لم تعلم أني شاب أم فتاة، فقبلت لكي تعرف من خلف النك -اسم العرض- وعندما توضح لها الأمر بأني شاب كانت تحاول قدر الإمكان أن تحرص على آداب الحوار والحديث معي.
لكن بعد كل ذلك أنقلب الحال من الصداقة إلى اهتمام كل واحد بالآخر، حتى تعلقت بها وأعجبت بأخلاقها وبطريقة حوارها معي، وهي كذلك بـادلتني نفس الشعور، حتى أصبحت لا تخفي شيئا من حياتها عني، فكنت لها محل ثقة وأمانة.
وأيضا أنا كذلك دوما أفتح لها قلبي، وأطلعها على أمور كثيرة تضيق بي، وأشكو لها همومي وأحزاني؛ التي لم أخبر بها أحدا من أفراد عائلتي منذ وقت طويل؛ لأني تعودت لزوم الصمت، كانت دائما سباقة كي تستمع لي، فوالله ما عرفت منها إلا كل خير، فكانت لي القلب الحنون، وطيبتها لا حدود لها، ولا أزكيها على الله.
وعندما أظهر كلٌ منا إعجابه للآخر فكرنا بأمر الزواج؛ لأننا حقا تعلقنا ببعض، فكنت مترددا كثيــرا في أن أخبر أمي بقصتي، وأني أحببت فتاة وأريد الزواج منها؛ لأني متأكد أنها سوف تسيء الظن بها، وأنها ليست على خلق، وأنها فتاة غير مؤدبة، ولأني حقا عرفتها عن قرب فهي عكس كل ما تفكر فيه أمي، لكن لم أتحمل الصمت فأخبرتها بقصتي؛ فكانت لها الصدمة الشديدة.
لم تقبل الموضوع من أساسه، حتى إنها منعتني النقاش في الموضوع، علما أن بنت خالي محجوزة لي منذ ثلاث سنين، وزواجنا السنة القادمة، لم يُؤكد بعدُ موعد الزواج، فكان من المفترض أن نقيم الزواج بعد سنتين، أي بعد تخرجنا من الجامعة، لكن أرادت أمي استعجال أمر زواجي كي تخلص تفكيري من الفتاة التي تعرفت عليها، علما أن أبي لا يعلم عن الموضوع شيئا، فهي بقدر الإمكان تريد كتم موضوعي، وقالت لي حتى وإن لم ترد ابنة خالك سوف أخبر إحدى قريباتي كي تخطب ولدها لبنت أخوها بدون علم خالي بطريقة تدبيرها؛ لأنها تشعر بإحراج شديد من خالي.
قالت أنا من يختار لك شريكة حياتك، والبنت التي أرتاح لها، لا أدري إن كان هذا مجرد ضغط علي أم ماذا؟ وقالت لن أوافق على هذه الفتاة أبدا.!!
أنا في البداية أخطأت عندما لم أخبر الفتاة التي تعلقت بي بأني مرتبط، فبعد ما أخبرتها، بأن والدتي لا ترغب بالزواج بهذه الطريقة، وأن بنت خالي محجوزة لي تقبلت هذا الأمر قبولا حسنا، وقالت لي كلمة حقا هزّت بها قلبي ومشاعري، أنا لا أريد أن أسبب لك مشاكل في حياتك، وأكون سببا في قطع رزق بنت خالك.
ابنة خالي لا تعلم شيئا عني، ولا أنها محجوزة لي، إلى الآن الأمور بالكتمان، وقد رفضت شخصين تقدموا لها، واحدا تلو الآخر، قالت ربما أكون من نصيبك، قالت لي أختها ذلك، وأختها هذه أصغر منها سنا، وهي أيضا موجودة في القائمة عندي، وهي قبل أختها مضافة عندي، لكني لا أحادثها أبدا، وهي أيضا لا تحادثني إلا في أمور أحيانا تكون وسيطة بيني وبين أختها الكبرى، أي تخبرني بما تشعر، وبما يؤلمها دون علم أختها.
الآن أنا قطعت الحديث معها، وقد بعت جهازي البلاك بيري بضغط من أمي، ولكن أنا طلبت منها -قبل أن أخبرها أننا سوف نقطع العلاقة والحديث- إيميلها كي تصلني أخبار عنها فيما بعد، فقد طلبت ذلك منها وأجبرتها بأن توعدني بهذا الشيء، وقبلت وهي ليست راضية، وتريدني أن أنساها كي أعيش حياتي كما تريدها هي، وكانت تقول لي أنا لا أريد إلا أن تكون بخير.
فــأرجــوك يا شيخ: أنا متعلق بها كثيــرا، حتى إذا حاولت نسيانها لا أستطيع، لدرجة أني أدعو ربي دائما في صلواتي أن يكتبها من نصيبي، فهل يجوز أن أدعوَ بأن يجعلها الله زوجتي؟ وهل تصرفي صحيح؟ أم ماذا؟