السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا سمحتم أريد منكم توجيهاً ونصيحة لما يواجهني، منذ (23-6) تقريباً بدأت تهاجمني وسواس دينية، بدأت بأمور الطهارة ووصلت إلى أمور الدين،
بدأت عن طريق تكرار الوضوء إلى هذا اليوم وأنا أعاني منه، لأني كثيرة الغازات ولا أعلم كيف أفرق بينها وبين الوسوسة! لأنها لا تخرج إلا عند الصلاة، سألت أمي فقالت لي أن أتجاهلها فلم أستطع، لأني كنت خائفة، ثم انتهت هذه الحالة لمدة شهر تقريباً، وبدأت حالة تكرار الآيات والركعات في الصلاة، كنت لا أستطيع أن أركز في الصلاة مهما حاولت، وكلما حاولت أن أركز وأخشع تخرج الريح، وإذا تجاهلتها يخرج مني بول - الحمد لله على كل حال -، لكن ما يقلقني هو تحول الوسواس من شكل لآخر، لدرجة أنني أصبحت لا أعلم هل هو وسواس أو تعمد!
الآن أصعب ما يواجهني هو وسواس الرياء، وكلها تهجم علي لحظة واحدة، لدرجة أنني عندما أصلي يبدأ الأمر بالريح فأقول: (اليقين لا يزول بالشك)، ما إن أقولها حتى يأتي البول، فأقولها أيضاً فيأتي الرياء، لا أستطيع أن أتم صلاة واحدة، الآن لم أعد أهتم لوسواس الريح فقد أرهقني، لدرجة أنني أصلي الفجر فاشعر بخروج ريح، ولكن أقول لن أقطع صلاتي، لأنه لا يأتي إلا في الصلاة، فأكيد أنه وسواس، ولكن نفسي لا تطاوعني فأعيد الصلاة بعد العشاء.
وأخطر ما مر علي وسواس الشرك بالله - والعياذ بالله-، فكلما أردت أن أبحث عن استشارة من هذا الموقع أسمع في رأسي أصوات لا أستطيع أن أخبركم بها، إضافة إلى سب الله، ولكنه داخل رأسي لم أتفوه به، فهل هذا يعد كفراً؟ ثم أريد أن أسألكم، كيف أرضى بأن هذا ابتلاء من عند الله؟ لأني أحس كما لو أنني سخطت وجزعت.
قرأت في هذا الموقع عن أن الوسواس والنفور منها وكرهها يعد من محض الإيمان، فما إن قرأتها حتى أصبحت لا أخاف منها، أخشى أن أكون قد تقبلتها، وما أن أفكر أني تقبلتها حتى أخاف خوفاً عظيماً، فهل يعد هذا ضعفاً في الإيمان؟
مشكلتي الأخرى: أني أشعر أني أفكر بعمق كبير، فما أن أقرأ شيئاً حتى يسكن في مخيلتي دون أن أشعر، مثلاً عندما بدأ الأمر بوسواس الطهارة كنت أبحث عن حل، وعندها وقعت عيني على وسواس البول فأصبت به، وبعدها وسواس الرياء، ثم إني لا أستطيع أن أقرأ القرآن الآن، لأني كلما قرأته أسمع سب واستهزاء في رأسي، فأقول: لن أترك القراءة لأني أعلم أن الشيطان يريد أن يثقلها علي، فماذا أفعل؟
بما أن الحالة بدأت للتو قبل شهرين، فأعتقد -بإذن الله- أن شفاءها سيكون سريعاً، جربت بعض أنواع العلاجات السلوكية التي قرأتها هنا، مثلاً عندما تأتي الفكرة أقول لها: قفي .. قفي، فنجحت ليوم واحد، ثم تضخم الوسواس، ثم جربت طريقة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما قال للشيطان: (أتني بشاهدي عدل عندما أوهمه أنه أخرج ريح)، فنجحت لمدة معينة، والآن - الحمد لله - أنا مستمرة على التعوذ بالله، أشعر أنه أفادني.
وشكراً لكم، أسأل الله لي ولكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يثبتنا على دينه إلى يوم لقاءه.