السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
دكتوري الفاضل/ أحمد الفرجابي: كم من السعادة اجتاحتني حين وجدت استشارتي قد أجيب عليها، بعد فقدان الأمل في ذلك، فكل الشكر والدعوات الطيبات لك ولكل القائمين على هذا الموقع الجليل، فأنا صاحبة الاستشارة رقم 2138658 جزاك الله خيراً لوافر اجابتك، وإنها والله روت الكثير من ظمأ التفكير والحيرة.
كنت قد سألتني عن رأي الأهل -وبالأخص الوالدين- في أي التخصصات علي أن أدخلها -والحمد لله- قد فعلت ذلك قبل كتابتي لكم، وقبل الدخول حتى للجامعة، وكانت حيرتي بين دخول كلية العلوم والهندسة، لكن والدي -حفظهما الله- كانا قد نصحاني بالهندسة، وقد ارتحت كثيراً بعد دخولها، وتنفيذ رغبتهما.
أما بالنسبة لتخصصات الهندسة استشرتهم في ذلك، ولكنهم كانوا قد أعطوني كامل الحرية في الاختيار، شريطة التفوق في المجال والإبداع فيه، وأما طلبك مني الاستخارة، فقد فعلت ذلك أيضاً قبل كتابتي لكم، وقد حلمت أنني أرسم رسماً هندسياً ثم يمدحني دكتوري ويثني علي، وربما هي دلالة على هندسة العمارة، فأنا أعلم أنها عبارة عن رسم للواجهات وتصميم للمباني، لكنني حقيقة قرأت في شأن الاستخارة أنه ليس شرطاً أن يكون الحلم هو اختيار الله لنا!
تحدثت دكتوري -مشكوراً- أن أنظر للموضوع نظرة شاملة، وأنا أعلم تماماً أن قدراتي في الهندسة المعمارية أوسع، لكنها قاصرة في مردود النفع للأمة، فماذا سأنتج للأمة من الهندسة المعمارية؟ فهي ستكون مقتصرة على تصميم مسجد مثلاً! ثم ماذا؟! لا أجدني أنتجت شيئاً نافعاً بحق، كنت -بفضل الله- قد اطلعت على الخطة الدراسية للحاسوب، فوجدت فيها من المساقات الكهربائية والبرمجة، والتي أكرهها وتخيفني بعض الشيء، والتي ستحول بيني وبين التفوق، وحقيقة لست أطلب التفوق بقدر ما أطلب التخصص الأكثر فائدة للأمة، وعلى حد استيعابي لردك الفاضل بالاستشارة الأولى أن هندسة الحاسوب أنفع للأمة، وقد رأيتها كذلك، لمقدرتي على نفع المواقع الإسلامية، وغيرها من المساهمات في أي مكان كنت فيه، وأنا للآن لا أدري هل سأستطيع الفوز في معركة الحاسوب، فأنا الآن بعيدة عن أهلي، وذلك بحد ذاته يعتبر تحدياً صعباً أخوضه وأحاول جاهدة التأقلم دونهم، واخاف أن ترهق قواي عن المتابعة وأفشل فيها.
سؤالي عن الشريعة: لأنني -والحمد لله- ملكة الكتابة لدي حية ، وكنت أنشر كثيراً مما أكتب، ولما وجدت نفسي في كثير من المرات لا أطبق كثيراً من الفضائل التي أكتبها خشيت أن تضمني الآية {كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون} فتوقفت عن الكتابة، واعتقدت أنه بدخولي للشريعة سأصلح نفسي وأنفع أمتي بكتاباتي، لكنني اقتنعت جداً بردك -جزاك الله خيراً- في أن الشريعة ليست محدودة بالجامعة، وسأحاول جاهدة -بإذن الله- تثقيف نفسي وإصلاحها، ثم استئناف الكتابة.
أخيراً: الحيرة -دكتوري الفاضل- لازالت قائمة، هل أعقدها على الحاسوب وأتوكل! أرجو الرد بأسرع وقت، فقد بدأ التسجيل للفصل القادم ولا أدري ماذا أسلك، وعذراً جداً على الإطالة، وجزاكم الله خيراً، ولكم صادق دعواتنا.