أعرق كثيراً من يدي وقدمي، وهذا الداء أصبح يخلف لي مشاكل أمام أصدقاء الدراسة، حيث أصبحوا يهينونني ويسبونني بكلام جارح، وحتى عاملة مطعم المدرسة تقول لمعلمتي لا تتكلموا فإن تكلمتم معه فسيغمى عليه! يتركونني في الطاولة الأخيرة في القسم، وإذا كتبت على الدفتر يتبلل بكامله، كل هذا جعلني أحس بالإهانة، وكان السبب المباشر في خروجي من الدراسة من القسم الثالث ابتدائي، فهل لهذا الداء علاج؟ أم أنه سيستمر معي مدى الحياة؟ وكيف أواصل دراستي؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتعرق الزائد في اليدين والقدمين وكذلك الإبطين في بعض الحالات يكون ناتجاً من القلق، والقلق قد يكون قلقاً متقطعاً، مثلاً عند المواجهات الاجتماعية يزداد، وبخلاف ذلك تجد أن مستوى القلق والانفعال عال جداً، فالغدد العرقية قد تنشط في حالات القلق كما ذكرنا، وهنالك بعض الأشخاص لديهم القابلية شديدة جداً للتعرق الزائد، وبعض الناس لا تنشط لديه المادة العرقية مثل ما يحدث للآخرين.

زيادة العرق التي تعاني منها يمكن أن تعالج وتعالج بصورة فعالة جداً، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنا لا أريدك مطلقاً أن تأخذ بالتعليقات السلبية التي تصدر من هنا وهناك، فالبعض يتهمك بأنك ضعيف، أو يقوم بإهانتك وسبك! لا أعتقد أن هذا الأمر له علاقة بالتعرق أبداً.

احرص أن تكون رفقتك مع الصالحين والطيبين من الشباب، فلن يصدر منهم مثل هذا السلوك أبداً، أما من يتصرف بهذه الطريقة اتجاهك فلا أعتقد أصلاً أنه يستحق أن تكون زميلاً أو صديقاً له، عاملة مطعم المدرسة مخطئة جداً، تصرفها هذا تصرف غير سليم وغير حكيم، لا أريد أن أرمي الاتهامات جزافاً، لكن ما تقوله هو جهل وافتقاد للمقومات التربوية.

إذاً أنت من جانبك لا بد أن تتجاهل هذه التصرفات، لا تعرها أي اهتمام؛ لأن اهتمامك بها من وجهة نظري يزيد من مشكلتك، حيث أنه يسبب لك الإحباط والمزيد من القلق وعدم الارتياح، وهذا بالطبع يدخلك في حلقة مفرغة تكون ذات عائد سلبي على صحتك النفسية والجسدية.

أرجع مرة أخرى لشكواك من كثرة التعرق، وأقول لك اذهب إلى الطبيب النفسي، وسوف يقوم بفحصك فحصاً كاملاً، وإذا كان الأمر مرتبطاً بالقلق والتوتر فسوف يوم بإجراء اللازم حيالك، وإذا كان الأمر متعلقاً بنشاط طبيعي زائد في الغدد العرقية فهنا سوف ينصحك الطبيب بمقابلة طبيب الأمراض الجلدية، وبعض الحالات النادرة قد تحتاج إلى مقابلة طبيب جراحة الأعصاب، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج لكل هذا.

إذن العلة هذه يمكن أن تعالج بكفاءة عالية جداً، والجانب الثاني هو يجب أن تتجاهل تماماً التعليقات السالبة التي تواجهها من البعض، والأمر الثالث هو يجب أن تواصل دراستك وتواصلها بكل عزيمة وإصرار، فليس هنالك ما يمنعك أبداً من ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.