السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 18عاما، أعاني من عدة مشاكل سأحاول تلخيصها بقدر الإمكان، ولكن أتمنى أن تعذروني على بعض التفاصيل التي لم أرد غض الطرف عنها، وأرجو أن تتقبلوا قراءتها بأريحية وأن تعذروني على الإطالة.
منذ طفولتي المبكرة، كنت أعاني صعوبة في مادة الرياضيات، حيث بدأت الاعتماد على نفسي في المذاكرة كليا منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي، وكنت أستعين بأمي في مادة الرياضيات أحياناً حتى الصف السادس الابتدائي.
في المرحلة المتوسطة نهضت بمستواي الدراسي كثيراً، وتخلصت من ضعفي في الرياضيات – بالاعتماد على نفسي- حتى حصلت على 100من100في هذه المادة في المراحل منذ الصف الثالث المتوسط حتى الثالث ثانوي.
كان مستواي الدراسي طيبا جدا، وتم اختياري كطالبة مثالية عدة مرات، كما كنت دوما أعد من المتفوقات.
ختمت مشواري الدراسي بالحصول على المركز الأول في مسابقة تختص بالبحث العلمي على مستوى المنطقة، بالإضافة إلى علامات طيبة جدا وبصمة عند الكثير من معلماتي.
لم يكتب الله سبحانه لي القبول في التخصص الذي أريده (أحد برامج الابتعاث-تخصص التمويل) ولم أقبل في التخصص الذي وضعته كخيار ثان (الطب) لأن نسبتي كانت أقل من نسبة القبول بفاصلة عشرية.
تتالت بعض الظروف حتى آل بي الحال في كلية الطب في إحدى الجامعات الأهلية ولكني حصلت على منحة دراسية تغطي مصاريف الكلية ويقوم أبي بتغطية كافة مصاريفي الأخرى التي كثرت لأن الجامعة في غير منطقتي.
كان هذا ملخصاً عني وهنا سأبدأ بطرح مشاكلي.
ثقتي بنفسي ليست ضعيفة بل معدومة، لا أدري لماذا؟
دائماً أعتبر نفسي غبية وبلهاء وأقل من الآخرين، وعاجزة عن كل شيء، وفاشلة، ولا أستحق أياً من النجاحات التي حققتها.
حتى اليوم لا زال عندي اعتقاد راسخ أني غبية جدا لا سيما في الرياضيات.
كل يوم يسوء حالي في هذه الجامعة، جامعتي سيئة من جميع النواحي من طاقم تدريس-فصول- معامل-طالبات – إدارة - وحتى اختيارهم للمناهج الدراسية!
أنا لا زلت في أول فصل دراسي ولكن كلام المحبطين من حولي ترسخ في عقلي لا سيما أن الجامعة جديدة ولا زال مدى قوة شهادتها مجهولاً لأنها لم تخرج أي دفعة بعد، كل ما أعرفه أنها معترف بها من قبل وزارة التعليم.
وضعي صعب بما يكفي لأني لا زلت أتساءل كل يوم: هل أنا قادرة على دراسة الطب؟
هل سأنجح في ذلك؟
هل سأكون طبيبة ناجحة؟
أعلم بأني أحمل أخلاقيات جيدة، ولدي حس بالمسئولية وضمير واع، ولكن هل لدي القدرة على تحمل مشاق الدراسة وصعوباتها؟
أنا متعجبة من العدد الهائل من الطالبات اللاتي يدرسن معي، الغالبية العظمى طالبات مهملات جدا لا أدري كيف يستطعن العيش بكل هذه السهولة دون الاهتمام بالدراسة لا سيما أنهن يدرسن الطب وغدا الأمانة ستكون أرواح الناس!
صرت عاجزة عن المذاكرة، وضعي في الجامعة ومدى قدرتي على دراسة الطب شلت تفكيري، لا زال لدي فرصة في تغيير الجامعة بعد نهاية الفصل الدراسي أو العام الدراسي أو بعد إنهاء عامين من الدراسة ولكنها فرصة غير مؤكدة.
حاليا علاماتي في الكلية ممتازة، وحصلت على العلامة الكاملة في عدة امتحانات ومنها مواد التخصص، ولكني لا زلت لا أرى متعة في استذكار مواد التخصص كالأحياء والمصطلحات الطبية.
كيف أبني الثقة في ذاتي التي أحتقرها كثيرا وأحقر معها كل ما أنجزه بدون سبب؟
كيف أعلم أني مؤهلة لدراسة الطب؟ هل أستطيع أن أكون طبيبة ناجحة حتى لو كانت الجامعة التي أدرس بها فاشلة؟
في مراهقتي المبكرة أردت أن أكون طبيبة لكني كرهت ذلك لاحقا، أخاف من أن أضر الناس، أخاف من أن أكون طبيبة غير حاذقة.
أريد أن أذاكر بنفس مقبلة على الدراسة متعطشة للعلم، لا بنفس كسولة تنتظر اللحظة التي أتخلص فيها من الكتاب ولا يهمها إلا اجتياز الامتحان.
أريد أن أعود لسابق عهدي أستطيع قضاء اليوم كله في الاستذكار بلا كلل، لا كالآن لا أتحمل الكتاب لساعة!
أريد أن أكف عن التفكير بالماضي وأرضى بما قسمه الله تعالى لي من دراسة الطب في هذه الجامعة، كيف ذلك؟
أرجوكم خذوا بيدي، أنا بحاجة لنصيحة صادقة منكم.