السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته,,,
أنا فتاة عمري 14 عاما متدينة والحمد لله، فأنا أصلي وأصوم مذ كنت صغيرة, وأنعم علي ربي تبارك وتعالى بنعم عظيمة أنا مدركة لها بفضله سبحانه وأحمده وأشكره عليها كل يوم.
مشكلتي بدأت معي مذ كنت في العاشرة تقريبا، حيث بدأت أكلم نفسي بكلام سيء للغاية من سب المقدسات والدعاء على الناس بالشر والسوء، على الرغم من أنني لا أريد ذلك ولا أرغب به لكن هذه الأفكار تأتي رغما عني، وكذلك أتخيل تخيلات مزعجة مثل أن أتخيل أنني وقعت في نجاسة -أكرمكم الله- وكلما رأيت منظرا يثير اشمئزازي يظل ذلك المنظر يلاحقني ويعلق في ذهني دون أن يزول, لكن هذه الأفكار والخيالات لم تكن تأتيني إلا عندما أذهب للنوم, ثم زادت حدتها بعد سنة, ثم اختفت تقريبا, ثم أصبحت تخف تارة وتزداد شدتها تارة أخرى, لكن على العموم عندما كبرت زادت حدة هذه الأفكار وأصبحت أفكر بأشياء أكثر حساسية لا سيما فيما يخص الذات الإلهية الجليلة فبقيت أسأل نفسي (هل الله تعالى موجود حقا؟) و(أريد دليلا قاطعا لا يقبل الشك يثبت لي ذلك) -أستغفر الله العظيم- وغيرها من الأفكار السيئة علما بأنني فتاة كثيرة الشك, ودائما أقول لنفسي من قال هذا؟ و ماذا لو؟ وأريد دليلا قاطعا على كل شيء.
أقرأ القرآن الكريم فتزول عني الفكرة والحمد لله تعالى لكنها سرعان ما تعود من جديد، وتظل تختفي وتعود، وظهرت لي صفة جديدة ألا وهي التذمر وعدم القناعة بما لدي، والنظر إلى ما لدى الآخرين بعين الغيرة والحسد.
أحاول أن أكبح نفسي وأقول لها إن هذا حرام لكن لا فائدة، وكلما تمنيت شيئا ولا يحدث أظل أردد كلاما حراما في نفسي بسبب الغضب في داخلي, وأندم عليه أشد الندم فيما بعد وأستغفر ربي وأتوب إليه، لكن أقوله مرة أخرى وأنا لا أدري هل أقول ذلك عمدا أم أنه حقا يأتي رغما عني، فأنا عندما أغضب مستعدة أن أقول أي شيء بيني وبين نفسي مهما كان معيبا -أستغفر الله العظيم- لكن سرعان ما أندم بعد ذلك وأبدأ بالدعاء والتضرع إلى ربي ليسامحني.
والله العظيم أني حزينة ومهمومة منذ أن بدأت أفكر بهذه الأفكار، فأنا لا يوجد من هو أحب إلى قلبي من الله تبارك وتعالى لا سيما بعد أن قرأت آيات القران الكريم والأحاديث القدسية التي تدل على محبته لنا تبارك وتعالى، لكن هذه الأفكار جعلتني أشك حتى في إيماني، وقد قرأت لمدة عن أشخاص عانوا من نفس معاناتي وكلهم تم تشخيص حالتهم على أنهم مصابون بمرض الوسواس القهري الفكري وأن هذا المرض يحتاج لعلاج دوائي وسلوكي، وأنا أخبرت أهلي فلم ألق منهم إلا السخرية والاستهزاء، فلا أحد صدق أنني مصابة بالوسواس القهري الفكري، ولن يصدقوا مهما حاولت معهم لذا يئست منهم, وأنا لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب النفسي والحصول على دواء بدون أهلي وهم حتى يرفضون أن أتحدث معهم عن هذه الأفكار؛ لأنهم يقولون لي لا تفكري فيها وستزول عنك، فهي أفكار تأتي وقت المراهقة وتختفي عند النضج, وأنا منذ فترة أعاني من الخمول والدوار والصداع والرغبة الشديدة في النوم وتقلب المزاج.
وأخيراً: أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع والمتميز, وأشكر لكم جهودكم التي تبذلونها لمساعدة الناس على تجاوز مشاكلهم, وكذلك الأسلوب الراقي والأخلاق العالية التي شجعتني على أن أكتب هذه الاستشارة التي هي أول استشارة لي في هذا الموقع، وأسأل المولى تبارك وتعالى أن يوفقكم دوما لفعل الخير وكل ما يحبه ويرضاه سبحانه, وأخيرا أعتذر إن لم أحسن اختيار الكلمات والألفاظ المناسبة، ومبارك عليكم الشهر الفضيل.