السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة من عائلة متدينة وفاضلة، بعد أن تخرجت من الجامعة وفي الفترة التي كنت أبحث فيها عن وظيفة قررت تحسين لغتي الإنجليزية، فاشتركت في أحد المواقع الأجنبية التي تتيح لنا فرصة اختيار المعلم المناسب، وبالإمكان اكتساب أصدقاء.
اخترت معلماً غير عربي، لكنه مسلم، ويتقن اللغة الإنجليزية، أخذنا نتكلم كثيراً في الماسنجر (كتابة) فتحسنت لغتي كثيراً، ولكني للأسف أدمنت الحديث معه، فقد كنت أتكلم معه ما يُقارب الست ساعات يومياً، وربما أكثر، كنا نتكلم عن الدين والسياسة، والعادات والتقاليد.
لم ندخل في المحظور، ولكن كان يُخالجني شعور أن ما أفعله هو خطأ كبير، فأنا لم أتعود الحديث إلا مع محارمي، حتى قررت بعد أربعة أشهر أن أتوقف عن الحديث معه؛ لأني كنت لا أستطيع الحديث معه على الماسنجر أمام أخواتي، فهذا دليل على أن ما أفعله خطأ، فهو ليس من محارمي، وأنا لم أكلم أي شاب في حياتي، حتى إني درست في جامعة مختلطة ولم أتكلم مع أي شاب، ولم يجرؤ أي شاب بالحديث معي، فقد كنت مثالاً للفتاة الملتزمة، وصديقاتي كن ينظرن إلي كقدوة، ولكن للأسف أصبحت الآن كفتاة غير ملتزمة، فقد كنت أحتقر في داخل نفسي كل فتاة تكلم شاباً في الماسنجر أو التلفون، وها أنا أصبحت في فترة من عمري مثلهن.
بعد أن توقفت عن الكلام معه أخذ يرسل لي رسائل على البريد الإلكتروني لنعود مثل السابق، فأخبرته أن ما كنت أفعله خطأ ولا يجوز التحدث معه، وبعد شهرين أرسل لي رسالة على الإيميل كانت كالصاعقة علي، قال فيها: إنه يحبني حباً جماً، ويرغب في الزواج مني؛ لأنه لم يجد فتاة ملتزمة مثلي، ولا زال إلى الآن يرسل لي وأنا لا أرد عليه.
كرهت نفسي كرهاً شديداً، واحتقرت نفسي كثيراً، فقد أصبحت فعلاً مثل الفتيات التي كرهت سلوكهن.
أشعر بالذنب كثيراً لما فعلته، وأشعر بأنني منافقة، فأهلي لا يدرون أنني كلمت شاباً في الماسنجر، فهم يظنون أني ملتزمة مثل بقية أخواتي، ولا يعرفون ما فعلته، فهم يثقون بي كثيراً.
بعد أن تخرجت من الجامعة تقدم لي شاب صالح، ولظروف خارجة عن إرادتنا تأجل كل شيء وسافر للخارج، وبعد سنة تقريباً عاد وتزوج بفتاةٍ أخرى، وعندما علمت بزواجه آلمني الخبر كثيراً، فهو رجل صالح تزوج بفتاة صالحة مثله، فلو كنت أنا فتاة صالحة مثل السابق لكنت بدل هذه الفتاة.
أشعر بالذنب كثيراً، وهذا الشعور لا يفارقني أبداً، أشعر أنني خنت ثقة أهلي بي، فماذا أفعل؟