السؤال
السلام عليكم.
منذ عدة أشهر عانيت من حالة اكتئاب شديدة جداً بسبب حالة من تأنيب الضمير التي لم أستطع أن أنساها وهي أنني تحدثت مع شاب على الإنترنت عن طريق الشات وبعدها ندمت كثيراً، وحاولت نسيان الأمر وذلك بالعودة إلى الله وطلب المغفرة، ولكن الصدمة الكبرى هي ارتباط لساني في الدعاء أو الوساوس القهرية التي لا تتركني، والتي تردد كلمة أنني كافرة، وأني سأدخل النار، وأنني لا أخاف الله والعياذ بالله.
وكلما حاولت أن أدعو أو أستغفر لا أستطيع فعل ذلك وحتى قصرت في سماع القرآن وفي سماع الدروس الدينية؛ لأني أشعر بضيق لدى سماعها؛ فقصرت أكثر وهذا ما دعاني إلى الدخول في حالة اكتئاب وهي الأقوى من نوعها، وخفت أن يكون الله معرضاً عني ولا يريد سماع دعائي لأنني فعلت شيئاً محرما على ما أعتقد وهو دخول الشات.
فأصبحت حياتي سيئة يائسة مخيفة... لقد هجرني النوم، وأحياناً أواصل الليل بالنهار دون أن ينام لي جفن ..
حتى أني فقدت شهيتي وأصبح وزني 45 كيلوغرام وتوقفت عن الدراسة وعن العمل ولم أعد أستطع التركيز في شيء، وأحياناً أقول لنفسي: لماذا لا أموت؟ إن هذه الفترة أصعب أيام عمري التي أمر بها، حاولت التخلص من الاكتئاب بشتى الوسائل ومنها أني تركت منزلي وذهبت لبيت جدي والحالة ما زالت كما هي، وخاصة أنني أبكي فجأة ودون سبب.
كما أدت بي هذه الحالة إلى مرض جسدي، وأصبح لدي فتق بجدار المعدة وقال لي الطبيب أن سببها الحزن أو الغضب فرافق اكتئابي هذا المرض.
أمي الغالية لم تعد تستطع أن ترى ابنتها تنهار شيئاً فشيئاً فلذلك ذهبت وإياها لطبيب نفسي وشرحت له الموضوع، فأعطاني دواء للاكتئاب واسمه Triptophen (تريبتوفين عيار 50) وطلب مني استعماله لمدة ستة أشهر.
شعرت بعدها بتحسن كبير والحمد لله، ولكن هناك مشكلة وهي أنني مازلت أعاني من الوساوس القهرية التي تجاهلها الطبيب ولم يعرها اهتماما، وقد كرس اهتمامه في حالة الاكتئاب فقط، وأعطاني الدواء اللازم له وقد تحسنت.
السؤال الأول: كيف أتخلص من الوساوس القهرية الشديدة التي تنتابني؟ السؤال الثاني: كيف أعود إلى الله؟ وكيف أجعله يرضى عني ويغفر ذنوبي كما عهدني سابقاً بحفظ القرآن ودراسة دينه؟
السؤال الثالث: كيف أعطي لنفسي التفاؤل كما كنت سابقاً؟ وهل ممكن أن يكون هذا امتحان لي ليختبر الله تعالى به صبري وتحملي؟
لقد أخذت هذا الدواء خمسة أشهر وباقي من المدة المحددة شهر، وأنا أخاف عند انقطاع الدواء أن تعود لي الحالة الأولى لأن جذورها مازالت موجودة وهي الوساوس القهرية، فكيف أتعامل مع نفسي لصد هجوم هذه الحالة؟
السؤال الأخير: هل دواء الاكتئاب يسبب النسيان أو الخلل في الذاكرة؟ لأنني أجد صعوبة الآن في الحفظ أو التذكر وأنسى ما عملته للتو أو ما عملته بالأمس.
أنا آسفة لأن رسالتي معقدة وتحوي أسئلة دينية وطبية فلذلك أرجو سماحي على هذا، ولكنني مضطرة فأرجو منكم أشد الرجاء الإجابة على رسالتي وعدم إهمالها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة) وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً. .
وأرجو منكم الدعاء لي بالشفاء.