الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          [ ص: 627 ] سورة الهمزة

                                                                                                                                                                                          قال الله تعالى: كلا لينبذن في الحطمة (4) وما أدراك ما الحطمة (5) نار الله الموقدة (6) التي تطلع على الأفئدة

                                                                                                                                                                                          قال محمد بن كعب القرظي في قوله: تطلع على الأفئدة قال: تأكله النار إلى فؤاده، فإذا بلغت فؤاده أنشئ خلقه .

                                                                                                                                                                                          عن ثابت البناني أنه قرأ هذه الآية ثم قال: تحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي .

                                                                                                                                                                                          وقال الله عز وجل: وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر

                                                                                                                                                                                          قال صالح بن حيان عن ابن بريدة في قوله لا تبقي ولا تذر قال: تأكل العظم واللحم والمخ ولا تذره على ذلك .

                                                                                                                                                                                          وقال السدي : لا تبقي من جلودهم شيئا ولا تذرهم من العذاب .

                                                                                                                                                                                          وقال أبو سنان : لا تذرهم إذا بدلوا خلقا جديدا .

                                                                                                                                                                                          وقال أبو رزين في قوله: لواحة للبشر قال: تلفح وجهه لفحة تدعه أشد سوادا من الليل،

                                                                                                                                                                                          قال قتادة لواحة للبشر حراقة للجلد . خرجه كله ابن أبي حاتم وغيره .

                                                                                                                                                                                          وقال الله تعالى: كلا إنها لظى نـزاعة للشوى قال: تحرق كل شيء منه ويبقى فؤاده يصيح . وعن ابن زيد قال: تقطع عظامهم ثم [ ص: 628 ] يجدد خلقهم وتبدل جلودهم .

                                                                                                                                                                                          وروى ابن مهاجر عن مجاهد في قوله: نـزاعة للشوى تنزع الجلد، وعنه قال: تنزع اللحم ما دون العظم .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية